متفرّقات
05 آب 2022, 05:15

أهالي شهداء وضحايا انفجار الرّابع من آب: "بدنا العالم كلو قولًا وفعلًا إلى جانب قضيّتنا"

تيلي لوميار/ نورسات
لا يختلف إثنان، أنّ لغة الألم قد طغت على الذّكرى السّنويّة الثّانية لانفجار الرّابع من آب الدّامي والذي يعدّ من أكبر انفجارات العالم، إلا أنّه في المقلب الآخر توجد لغة الصّمود عند أهالي الشّهداء والضحايا الذين قضوا جراء هذا الانفجار وإصرار الأهالي على المطالبة بالتّحقيق حتّى الرّمق الأخير والذهاب بقضيتهم إلى الأمم المتّحدة ومجلس الأمن ولقاء السّفارات من أجل انبلاج الحقيقة الغامضة والمتضاربة في الآراء والمواقف.

أمام هذه المشهدية المؤلمة، تطالعك الأمهات الحزانى والثكالى، والصّور العملاقة للشهداء والنّعوش المرفوعة على الأكف، والعبارات المطالبة بتحقيق العدالة لتحثّ المسؤولين والمجتمع الدّولي بمعرفة حقائق هذه الجريمة ومن كان وراءها.

واكبت تيلي لوميار- نورسات  بالصّوت والصّورة مسيرة التّحركات في مختلف النّقاط المعتمدة الذّكرى السّنويّة الثّانية.

من باحة مركز فوج إطفاء بيروت، علت اللافتات وافترش العلم اللّبناني باحة المركز ليحمل توقيع الشّعب اللّبناني على أهم وثيقة تطالب بالعدالة وبمعرفة الحقيقة.

الأهالي عبّروا عن وجعهم وخجلهم من عدم انبلاج الحقيقة رغم مرور عامين ويسألون:" لماذا هذا الغموض؟ وهل أبناء النّاس رخيصة عندهم؟ فليضعوا أنفسهم مكاننا ويسألوننا السّؤال نفسه في الذّكرى الأليمة نفسها لنرى جوابهم إذا كان لديهم ضمير ووجدان".

بعدئذ، سار الأهالي في مسيرة سيرا على الاقدام وصول إلى تمثال المغترب وأنظارهم تشخص إلى سقوط أجزاء من الإهراءات وهم لا يريدونها أن تسقط لأنّهم يعتبرونها بمثابة مدافن لأولادهم أمام طمس الحقيقة.

أما بيت القصيد، فهو ذاك الصّوت المدوي من على منبر تمثال المغترب حيث تُليت الكلمات التي أكدت أن الانفجار قد حوّل بيروت إلى مقبرة جماعية اتّسعت لمئات الضحايا ضاع مستقبلهم ناهيك عن الخسائر الجسيمة التي ألحقت بالأبنية والمنازل والمستشفيات ودور العبادة وغيرها من المؤسسات. لذا تعتبر هذه الجريمة هي من أخطر جرائم العصر.

وتوجّه الأهالي إلى الشّعب اللّبناني معلنين توجّههم إلى السّفارات والأمم المتّحدة لأنّ الدّولة ليس لديها القدرة على تدارك مثل هذه الجريمة كما أنّ الاتكال على التّحقيق المحلّي لم يفض إلى نتيجة. رافعين الصوت عاليًا: "بدنا العالم قولًا وفعلًا إلى جانب قضيتنا".

وأكد الأهالي أنّ العلم اللّبناني الذي سيحمل توقيع كلّ الأهالي والشّعب اللّبناني هو بمثابة رسالة إلى سفراء الدّول والأمم المتّحدة للمضي قدمًا بمعرفة من قتل أولادنا؟ لن نسكت ولن ننسى".

كما تمّ تلاوة أسماء الشّهداء والضحايا، ورفع النّعوش على المنصّة أمام عدسات العشرات من وسائل الإعلام المحلّيّة العربيّة والعالميّة، جميعها تنقل وجع الشّعب اللّبناني وانهيار البلد أمام أكبر فاجعة يسجّلها التّاريخ.

هذا وقد علمت تيلي لوميار أنّه وقبل ثلاثة أيّام من الذّكرى السّنويّة الثّانية لانفجار المرفأ، أطلقت عائلة الشّاب الياس خوري أحد ضحايا الانفجار، جمعيّة تحمل اسمه وتسعى إلى دعم تلامذة غير ميسورين في مجال الهندسة المعماريّة والفنون اللذين كان الياس من هواتهما.