لبنان
13 كانون الأول 2018, 12:46

أنوار الميلاد تضيء مطرانيّة الملكيّين في زحلة

لمناسبة إنارة زينة الميلاد في مطرانيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك، احتفل رئيس المطران عصام يوحنّا درويش بالذّبيحة الإلهيّة في كاتدرائيّة سيّدة النجاة- زحلة، حيث ألقى بعد الإنجيل عظة تحدّث فيها عن أهمّيّة النّور في حياة الإنسان، فقال:

 

"نلتقي اليوم في هذا القدّاس الّذي أصبح تقليديًّا في فترة الميلاد، لنصلّي على نيّة شركة كهرباء زحلة وموظّفيها والعاملين فيها، ونشكرهم على تعبهم في تأمين النّور للجميع.
أراد يسوع أن يكون تلاميذه منارة يزيلون الظّلام ويطردون الجهل من قلوب النّاس ويُظهرون لهم نزر المعرفة، كما يقول القدّيس بولس: "بالأمس كنتم ظلامًا، وأنتم اليوم نور في الرّبّ. فسيروا سيرة أبناء النّور، فإنّ ثمرَ النّور يكون في كلّ صلاح وبرّ وحقّ" (أفس 5/8).
بعد تجسّد الكلمة وولادة يسوع المسيح، لم يعد الإنسان ينتمي إلى اللّيل ولا للظّلام، صرنا مع يسوع أبناء النّور، أبناء النّهار.
القدّيس يوحنّا الإنجيليّ أكّد هذا القول في رسالته عندما قال: "إنّ الله نور" (1يو1/5) فإذا مكثنا في النّور نكون أبناء الله فنحمل النّور للآخرين أيّ نحمل كلام الله للنّاس الّذين نعيش معهم. يربط الرّسول يوحنّا النّور بمحبّة الآخرين: "من أحبّ أخاه كان مقيمًا في النّور ولا خوف عليه من العثار، أمّا من لا يحبّ أخاه فهو في الظّلام... لا يدري أين يسير لأنّ الظّلام أعمى عينيه" (1يو2/10).
لذلك لا يحقّ لتلميذ يسوع أن يحجب نور الإنجيل عن البشر، فيسوع أرسلنا جميعًا لنبشّر بالبشرى الصّالحة: "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم.. وعلموهم أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به.."(متّى 28/19).
يربط يسوع النّور بالأعمال الصّالحة، فلا يمكن أن نكون بالنّور إلّا بأعمالنا الصّالحة: "فليُضئْ نُورُكُم قُدَّامَ النّاس. ليَرَوا أَعمالَكُمُ الصّالحةَ".
ما هي يا ترى هذه الأعمال الصّالحة؟
في اليهوديّة وفي وقت يسوع تركّزت الأعمال الصّالحة على الصّدقة، أعمال الرّحمة، كمساعدة الفقراء والأرامل، واليتامى وزيارة المرضى والمساجين ودفن الموتى. وإذا لم نقم بهذه الأعمال نُرمى في الظّلمة مثل ذلك العبد الّذي لم يخدم سيّده (مثل الدّينونة متّى 25/30). أمّا العهد الجديد فقد أضاف على هذه الأعمال بعدًا إنسانيًّا لعمل الخير، فالأعمال الصّالحة تهدف إلى لقاء يسوع الّذي هو أخ لجميع المعذّبين في هذه الحياة."
نشهد اليوم أناسًا كثيرين في مجتمعنا يتمتّعون ببعد إنسانيّ كبير، يصنعون الخير بصمت، يُعطون بدون مِنّة، وهم بذلك مثلاً لكثيرين، وأعمالهم لا تخفى على أحد، فهُم كمنارة تنير درب النّاس وتبعث فيهم الأمل والرّجاء.

المهندس أسعد نكد هو من هؤلاء النّاس، خرج عن الرّتابة وحقّق ما عجزت الدّولة عن تحقيقه، وبإرادته الخلاقة وبروحه المعطاءة كَسِبَ قلوب النّاس لأنّه بدّد ظلامهم وأنار عتمتهم.
واليوم بعد هذا القدّاس الإلهيّ سينير أسعد نكد المطرانيّة ابتهاجًا بقدوم يسوع المسيح، هذا الطّفل القادم من اللّامحدود إلى زمننا المحدود، القادم إلينا من السّماء ومعه كنوز السّماء، القادم ليمنح حبّه وسلامه للعالم.
بإضاءته هذا المساء أنوار المطرانيّة نتذكّر جميع المطارنة والكهنة الّذين سبقونا وخدموا في هذه الكاتدرائيّة وفي الأبرشيّة وأناروا درب إيماننا فالكاتدرائيّة مازالت منذ مائتي سنة، تعبق بصلواتهم وبقداستهم.
ونحن لذلك نوجّه له اليوم شكرنا، لا بل شكر الزّحليّين والبقاعيّين، ونهيب بالدّولة، لاسيّما بوزارة الطّاقة أن تنظر إلى تجربة شركة كهرباء زحلة بنظرةِ الّذي يتطلّع إلى المستقبل وبرؤية جديدة تشجيعيّة لمبادرات مماثلة في لبنان."
في الختام، دعا درويش إلى تنقية القلوب من أجل استقبال طفل المغارة.

وتبع القدّاس إنارة المطرانيّة.