أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان يعرب عن قلقه حيال التطورات الراهنة في القدس
هذا ما قاله المسؤول الفاتيكاني في مقابلة أجرتها معه محطة TV2000 التلفزيونية الإيطالية والتابعة لمجلس أساقفة إيطاليا، معلّقاً على إعلان ترامب بشأن نقل مقر السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وقال بارولين نأمل بأن يطغى التعقّل والحكمة اللّذين دعا إليهما البابا فرنسيس في ندائه الأخير بشأن القدس يوم الأربعاء الفائت، ولفت أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى أنّ القرار الترامبي يزيد الأمور تعقيداً بدون أدنى شك.
وعلى أثر يوم طويل تميّز بالعنف والمصادمات وانتهى بسقوط أربعة قتلى وأكثر من سبعمائة جريح أُجريت مقابلة مع الراهب الفرنسيسكاني من حراسة الأرض المقدسة إبراهيم فلطس الذي عبّر عن أمنيته بأن تبقى القدس مدينة مفتوحة للجميع. وشدّد على ضرورة أن تجد الجماعة الدولية حلاً يجعل من القدس عاصمة مفتوحة للجميع، ولا ينبغي أن تكون عاصمة لإسرائيل أو لفلسطين أو لأي بلد آخر. ولفت فلطس إلى أنّ القدس هي في قلب الصّراع وفي عين العاصفة؛ مؤكّداً أنّه عندما ستُحلّ أزمة القدس سيتحقّق السّلام في كل أنحاء العالم. وذكّر بكلمات البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الذي قال مرة إنّه إذا لم يتحقّق السّلام في القدس، فلن يتحقّق في أي مكان من العالم. وأضاف فلطس يقول: لا نريد أن تحصل انتفاضة فلسطينية. هذا، ثمّ سلّط الضوء على ضرورة أن تكون القدس رمزاً بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين على حدّ سواء، ونموذجاً للتّعايش السّلمي بين الديانات التوحيدية الثلاث: المسيحية واليهودية والإسلام. وذكّر بأنّ المدينة العتيقة في القدس تضمّ جماعات مسيحية ومسلمة ويهودية تعيش جنباً إلى جنب، وهذا أمر فريد من نوعه في العالم كلّه؛ ولهذا السبب، ختم فلطس يقول، يتمثّل الحل الوحيد في كون القدس مدينة مفتوحة ودولية.
يُذكّر هنا أنّ البابا فرنسيس، وفي أعقاب مقابلته العامة مع المؤمنين الأربعاء الفائت، وجّه نداءً من أجل القدس، قال فيه يتوجّه فكري الآن إلى القدس، إذ لا يمكنني أن أُسكِت قلقي العميق بسبب ما حصل في الأيام الماضية، وأوجِّه نداء لكي يلتزم الجميع في احترام الوضع القائم لمدينة القدس تماشيًا مع قرارات الأمم المتَّحدة ذات الصلة. وأضاف قائلا: القدس هي مدينة فريدة ومقدّسة بالنسبة لليهود والمسيحيين والمسلمين الذين يكرّمون فيها الأماكن المقدّسة لدياناتهم وتملك دعوة خاصة للسلام. أرفع صلاتي إلى الرب لكي يتمَّ الحفاظ على هذه الهويّة ولكي تُعزَّز لصالح الأرض المقدّسة والشرق الأوسط والعالم بأسره وتسود الحكمة والتعقُّل، من أجل تحاشي إضافة عناصر توترات جديدة في مشهد عالمي مُضطرب أصلاً ومطبوع بالعديد من النزاعات القاسية.