أغفر لنا يا أبتاه..
أكبر مثال للمغفرة هو المسيح الذي صُلب من أجل خطايانا، وسامح كل من أساء إليه، ولعلّ أكثر آية يتجسّد فيها المعنى الحقيقي للغفران تلك التي يناجي يسوع الآب فيها طالباً منه أن يغفر أخطاء من أساءوا اليه.
"من ضربك على خدّك الأيمن در له الأيسر"، آية أخرى يدعو المسيح من خلالها الى المغفرة والمسامحة، فكم هو ضروري أن ندرك المعنى الحقيقي لهذه الآية وأن نتعلّم عيشها في حياتنا اليوميّة لنبني أفضل العلاقات مع محيطنا ولنصل الى السّلام الدّاخلي البعيد عن الحقد وحبّ الإنتقام.
العالم كلّه بحاجة اليوم الى قطرات غفران تروي عطش الشّعوب الى السّلام بعد أن كوَتهم نار الحروب، فالسّواد الذي يرفرف فوق البلدان المنكوبة لا يمحوه سوى الغفران لكل مسيء، تماماً كما أوصى المسيح بمحبّة الأعداء.
قد يؤذينا أقرب الناس الى قلوبنا وقد يخذلنا من وثقنا بهم مرّات ومرّات، قد يجرحنا من كان الأغلى الى قلوبنا وقد يكون من الصّعب تقبّل فكرة الغفران أو حتّى المسامحة، ولكن إذا كان الله بانتظارنا في كلّ لحظة في كرسي الإعتراف ليغفر ذلاتنا كلّها ألا نستطيع بدورنا أن نغفر إساءة قريب؟