أضواء جديدة على فسيفساء "كابيلا الصلب"
تقول أغنية إيطالية "بعد لحظات تجعلها الألون تشع أكثر من الحقيقة". هذا انطباع يستحوذ علينا عند النظر إلى موزاييك كابيلا الصلب في بازيليكا القيامة. ويعود الفضل في ذلك إلى فريق "مركز الفسيفساء أريحا" الذي يقوم بأعمال تنظيف هذه الفسيفساء.
يوضح رايل خليل، خبير تأهيل – مركز الفسيفساء أريحا أن "هذا المشروع لتنظيف وتدعيم الفسيفساء في بازيليكا القيامة في المرحلة الحادية عشرة هو استمرار لكل مبادرات مركز الفسيفساء أريحا، بالتعاون مع "جمعية الأرض المقدسة"، مشيراً الى "أننا نقوم بهذا المشروع منذ عام 2001 وبعد 16 سنة عدنا وبدأنا بتنظيف الفسيفساء مرة أخرى لانها بحاجة إلى صيانة وتنظيف وتأهيل بشكل مستمر."
حالما تدخل إلى بازيليكا القيامة وتصعد بضع درجات تصل إلى الكابيلا الصغيرة التابعة للفرنسيسكان حيث تستحضر ذكرى صلب يسوع، عندئذ تكون قادرا على رؤية فسيفساء قزحية الألوان تمثل بعض الأحداث البيبلية.
وبالتالي أشار خبير ترميم - مركز الفسيفساء أريحا، رايل خليل الى أن "هذه الفسيفساء أعيدَ بناؤها سنة 1925، في نفس الفترة التي تمّ فيها بناء فسيفساء الجسمانية، وكليهما مهمتان جداً لوجودهما في المكان الأكثر أهمية في الأرض المقدسة. وهما على قدر كبير من الأهمية أيضاً من وجهة النظر التقنية والزخرفية كما تشير إلى ذلك الأيقونات".
أنجز تأهيل الفسيفساء فريق من الطلاب والخبراء. وكانت هذه المغامرة الفنية قد بدأت قبل 14 سنة.
كما وكشف مدير مركز الفسيفساء أريحا، أسامه حمدان أن "مركز الفسيفساء أريحا تأسس سنة 2002 من خلال مشروع تم تنفيذه بفضل الأب ميكيل بيتشيريللو الفرنسيسكاني، وقد مُوّل هذا المشروع سنة 1999 بدعم من مكتب التعاون الإيطالي طوال 3 سنوات. وكان الهدف من هذا المشروع هو تدريب الشباب الفلسطينيين على ترميم الفسيفساء للحفاظ على إرث الفسيفساء في فلسطين".
منذ ذلك الحين أنجِزت مشاريع كثيرة ليس على الصعيد الدولي فحسب بمشاركة مقدونيا، والأردن، وإيطاليا ، بل على الصعيد المحلي بشكل خاص أيضا. وأحد هذه المشاريع هو تأهيل طاقم متخصص مركزه القدس مهمته الرئيسية نقل المهنة وتنمية العمل المهني، والأهم من ذلك تقريب السكان المحليين من إرثهم الثقافي وتاريخهم لكي يعيدوا اكتشاف هويتهم وأن يتذكروا أصولهم.
وفي الختام أفاد حمدان: "نتطلع إلى تعزيز هذه الهوية، وجعل الشباب يدركون من أين أتوا وإلى أين يذهبون"، لافتاً الى أن الإرث الثقافي هو وسيلة مهمة لجعل الناس يفخرون بإنجازاتهم. ونحن نستخدم الإرث الثقافي والتاريخ لتعزيز الهوية الفلسطينية.
المصدر : المركز المسيحي للإعلام