أسقف الكنيسة القبطيّة في جنوب أميركا: الّذين يسفكون دم المسيحيّين يرتعدون من صليبهم ومسيحهم
"لقد أسرع قاتل الأبرياء في طعن خادم لله، ففي 12 أكتوبر 2017 سلمت الكراهيّة والبغضة شهيدًا بريئًا آخر في يدي الله، وسوف يطالب الله بدم هذا القدّيس الشّهيد ليس من يد قاتله فقط بل ومن أيدي مرشديه الّذين زرعوا في عقل القاتل وقلبه ثقافة الكراهيّة والعنف، ولقد اشترك أيضًا في جريمة القتل هذه هؤلاء الّذين وقفوا صامتين ورفضوا مساعدة وإنقاذ حياة هذا الشّهيد.
ولذلك بالإضافة إلى مطالبة الله بدم هذا الشّهيد من يد القاتل ومرشديه وكلّ الجهات والهيئات الّتي تصرّفت بعدم مبالاة تجاه إنقاذ حياته، ستكون حياة هؤلاء القتلة جميعًا مليئة بالصّعاب والتّجارب والأحزان الّتي جلبوها على أنفسهم بسفك هذا الدمّ الذّكيّ والتّسبّب في أحزان وآلام أسرة وشعب ومحبّي الأب الموقّر القمص سمعان شحاته.
إلى أين سيهرب القتلة ليغطّوا عارهم وذنبهم وخزيهم؟ هل يستطيع هؤلاء القتلة أن يدّعوا بأنّهم يتمّمون إرادة الله، لماذا يختبئون ويتآمرون فى اجتماعات سرّيّة منتظرين ومتواطئين لافتراس الأبرياء، الله يكرم الرّحماء والشّفوقين لأنّه هو نفسه رحيم وشفوق، فعندما أراد الرّسول بطرس أن يدافع عن السّيّد المسيح بسيفه انتهره الرّبّ قائلاً "رد ّسيفك إلى مكانه لأنّ كلّ الّذين يأخذون السّيف بالسّيف يهلكون" (مت 26: 52)، الله الرّحوم رفض القتلة لأنّهم يسرقون حياة خلقها الله بنفسه. الله هو واهب الحياة وهو فقط الّذي له الحقّ ليأخذها حسب وقته هو.
القتلة يغدرون بالله ويجعلونه يعاديهم لأنّهم سافكو دم وإرهابيّون يحطّمون حياة الآخرين، لا مكان للقتلة في السّماء، هؤلاء القتلة ليسوا شهودًا لله لأنّ الشّهيد الحقيقيّ هو من يموت لأجل إيمانه وليس من يقتل الآخرين لأجل إيمانهم، ما جرم أبونا سمعان!، هل جرمه أنّه مسيحيّ خادم وكاهن لله كرّس حياته وضحّى بترف المعيشة من أجل خدمة شعبه وقريته بمسلميها ومسيحيّيها، لقد كرّس حياته ليكون مثالاً لمحبّة الله وعطائه للجميع.
لن يحتمل الله أن يرى الإرهاب في جنس البشر فهو بنفخة واحدة يستطيع أن يدمّر جزر وقارّات وجبال وبحار. لذا خافوا الله! خافوه لأنّه قال "لي النّقمة أنا أجازي يقول الرّبّ" (تث 32: 35)، (رو12: 19) و"مخيف هو الوقوع في يدي الله الحيّ" (عب 10: 31).
وأضاف البيان "لقد كان أبونا سمعان مستعدًّا ولكن سيطالب الله بحياته الغالية من يد القاتل ومن كلّ هؤلاء الّذين يباركون هذا العمل الوحشيّ الإرهابيّ فهم أيضاً مذنبون ويثيرون غضب الله عليهم.
الّذين يسفكون الدّمّ المسيحيّ يفعلون هذا لأنّهم يرهبون المسيحيّين. فهم يرتعدون من صليبهم ومسيحهم فيفقدون عقولهم ويصيروا كالوحوش الكاسرة والذئاب المفترسة عند رؤيتهم علامة الصّليب لأنّ الشّيطان الّذي فيهم لا يستطيع أن يقف أمام علامة الصّليب.
يخافونهم لأنّهم لم يدركوا بعد قوّة المحبّة المسيحيّة. لقد أحبّ السّيّد المسيح كلّ البشر واختار الألم والموت ليخلّص العالم. كذلك تلاميذه ورسله المتواضعون لم يحملوا سيوفًا ولا أسلحة ولم يهدّدوا أحدًا لكي يكرزوا بالمسيحيّة. لقد استشهد غالبيّتهم وبالرّغم من ذلك انتشرت المسيحيّة في أرجاء العالم كلّه.
لقد انتشرت المسيحيّة وستظلّ تنتشر بدم الشّهداء "وأمّا الخائفون وغير المؤمنين والرّجسون والقاتلون والزّناة والسّحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتّقدة بنار وكبريت، الّذي هو الموت الثّاني" (رؤ 21: 8).
وختامًا، أنهى بيانه مصلّيًا: "نتضرع إلى ربّنا يسوع المسيح أن ينيح نفس خادمه الأمين الأب الموقّر القمص سمعان شحاته في فردوس النّعيم مع مصاف الشّهداء والأبرار وأن يعزّي أسرته وكلّ شعبه وأن يوقظ ضمير كلّ المصريّين ليضعوا نهاية لهذه الأعمال البربريّة الوحشيّة الإرهابيّة وأن يتمّ تطبيق العدالة على كل هؤلاء القتلة الّذين نصلّي أيضاً من أجل توبتهم. وختامًا نطلب من الله أيضًا أن يعضد المسيحيّة والمسيحيّين في كلّ مكان فتنتشر وتنمو أكثر وأكثر وأكثر في أرجاء المسكونة كلّها".