الفاتيكان
11 آذار 2018, 06:00

أسقف أبرشية كيبونغو برواندا يتحدّث عن إسهام الكنيسة المحليّة في تحقيق المصالحة الوطنيّة

أعلن أسقف أبرشية كيبونغو برواندا، المطران أنطوان كامباندا، خلال زيارة قام بها إلى أبرشية كريما الإيطالية؛ حيث حلّ ضيفاً على أسقف الأبرشية المطران دانييليه جانوتّي، أعلن أن الألم والحرب اللذين اختبرتهما بلاده ساهما في تقريب الناس من الله.

وقال إنّ الكنائس تغصّ اليوم بالمؤمنين، كما أنّ الدعوات إلى الحياة المكرّسة في ارتفاع مستمر، مشيراً إلى وجود العديد من الشبان والشابات الذين يرغبون في وضع أنفسهم في خدمة الكنيسة، لكن الكنيسة المحلية عاجزة عن توفير التنشئة لهم جميعاً. وأوضح سيادته أنّ الكنيسة الرواندية تقوم حاليّاً بإدارة العديد من المدارس والبنى الصحية وتروج لنشاطات تنموية عدة، لافتاً إلى أنّه لا يمكن أن يُعلن الإنجيل على الأشخاص الجياع إذ لا بد من الالتزام أيضاً في مجال مكافحة الفقر المدقع.

جاءت كلمات سيادته في مقابلة أجرتها معه المجلة الأسبوعية التابعة لأبرشية كريما، تطرق خلالها المطران كامباندا إلى الأوضاع التي شهدتها رواندا، بدءاً من الحرب الأهلية وصولاً ليومنا هذا. ولفت إلى أنّه في أعقاب عمليات الإبادة الرواندية في العام 1994، تمّ القضاء على كل البنى في هذا البلد، ولم تسلم من ذلك العلاقات الإنسانية والنسيج الاجتماعي. وأضاف أنّ الكنيسة المحلية عملت بجهد خلال العقدين الماضيين من أجل الإسهام في إعادة تأهيل المجتمع واستعادة العلاقات الاجتماعية، والبنى المادية وغير المادية.

ولم تخلُ كلمات الأسقف الرواندي من الإشارة إلى آفة الفقر التي يعاني منها المجتمع اليوم، مشيراً في هذا السياق إلى انعدام الغذاء والدواء، فضلاً عن مشكلة عدم توفر العدد الكافي من المدارس لتلبية الحاجة إلى التربية والتعليم. وتابع قائلاً إنّ الكنيسة المحليّة قرّرت أن تفتح درب الإصغاء، وبهذه الطريقة تمكن الجميع من رواية قصتهم وعرض مشكلتهم، واستمع إليهم الآخرون بعيداً عن الأحكام، وحاولوا أن يتفهّموا آلام ومعاناة الآخرين.

وقال سيادته إنّه عندما يتمّ تقاسم الآلام، يستطيع الشخص الذي ألحق الضرّر بالآخر أن يُقرّ بذنبه وبالمعاناة التي سبّبها ويعرب عن أسفه بسبب ما فعل. وأكّد المطران كامباندا أنّ هذا الأمر شرّع الأبواب أمام المصالحة الوطنية في رواندا. وأشار سيادته في الختام إلى وجود العديد من الضحايا الذين قرّروا أن يغفروا لمن أساؤوا إليهم، وهذا الأمر مكّنهم من البقاء في بلادهم على الرّغم من كل شيء.