أساقفة نيكاراغوا يؤكّدون أنّ الكنيسة تقف إلى جانب الشّعب
ورئيس أساقفة ماناغوا الكاردينال ليوبولدو برينيس حثّ المؤمنين على عدم اللّجوء إلى العنف ردًّا على ما يتعرّضون له من قِبل القوّات النّظاميّة والمجموعات شبه العسكريّة الموالية للحكم؛ مؤكّدًا أنّه يمكن التّغلّب على الحقد من خلال المحبّة. من جانبه، شجّع أسقف أبرشيّة إيستيلي المطران أبيلاردو ماتا الجميع على متابعة التّظاهرات السّلميّة ورفْع الصّلوات كردّ على ما يتعرّضون له؛ مطالبًا بوضع حدّ لحملة تدنيس الكنائس من قبل الميليشيات الموالية للحكومة.
إزاء هذه التّطورات أُجريت مقابلة مع النائب العام على أبرشية ماناغوا وعضو لجنة الحوار الوطنيّ في نيكاراغوا، المطران كارلوس أفيليس، تحدث خلالها عن تعرّض الكنيسة المحلّيّة للاضطهاد بشكل علنيّ وواضح، لافتًا إلى أنّ رئيس البلاد أورتيغا اتّهم الأساقفة بالسّعي إلى قلب النّظام الحاكم، ووصف كلّ من يدعمون المتظاهرين بالإرهابيّين. وتساءل ما إذا كان الأساقفة والكهنة إرهابيّين لكونهم فتحوا الأبواب أمام الأشخاص الفارّين والجرحى، مشيرًا أيضًا إلى أنّ عددًا من الكهنة تلقّوا تهديدات بالقتل. وذكّر أفيليس بأنّ أورتيغا يقول إنّه سيبقى في الحكم لغاية العام 2021 استنادًا إلى الدّستور، مع أنّه وصل إلى سدّة الرّئاسة بطريقة غير دستوريّة وعدّل الدّستور بموجب مرسوم رئاسيّ يسمح له بخوض الانتخابات لولاية ثانية، كما أنّه تلاعب بنتائج الانتخابات الرّئاسيّة، على حد قول الأسقف الكاثوليكيّ. واعتبر أنّ هذه التّجاوزات ولّدت الأزمة الرّاهنة التي أسفرت لغاية اليوم عن سقوط أكثر من ثلاثمائة وخمسين قتيلاً.
هذا، وأكّد سيادته أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة المحلّيّة تقف دومًا إلى جانب الشّعب، وتدعمه وتمدّ له يد المساعدة، وقال: "إنّنا سنساعد أيّ شخص يقرع أبواب كنائسنا ونقدّم له المساعدة المطلوبة". وتعليقًا على التّظاهرات التي تشهدها نيكاراغوا قال المطران أفيليس إنّ الطّريقة الوحيدة لتجنّب العنف تتمثّل في انسحاب القوّات الحكوميّة، مذكّرًا بأنّ للمواطنين الحقّ في التّظاهر سلميًّا.
وفي ختام حديثه، أطلق نداءً إلى الجماعة الدّوليّة كي تولي اهتمامًا حيال ما يجري في نيكاراغوا وتتضامن مع هذا البلد؛ مؤكّدًا أنّ ما يجري هناك ليس نزاعًا مسلّحًا بين طرفين، بل ثمّة مواطنون يتظاهرون سلميًّا ويتعرّضون للقمع، ولا يُحال المسؤولون عن أعمال العنف هذه أمام العدالة.