أرمينيا والمسيحية
الكنيسة الرسولية الأرمنية ليست معنيةً بالمجمع الأرثوذكسي الكبير المنعقد في كريت لأنها لم تشارك في المجمع الخلقيدوني سنةَ أربعِمئةٍ وواحدٍ وخمسين. وتعودُ نشأةُ المسيحيةِ في هذا البلد إلى عهد الرسل، إلى البشارةِ الأولى على أيام الرسولين تداوس وبرتلماوس. وحدث اعتناقُ المسيحية في المملكة الأرمنية بعد اهتداء الملك تيريدات الرابع الذي منحه القديس غريغوار المنوّر سرَّ المعمودية سنةَ ثلاثِمئَةٍ وواحد.
عانت الكنيسةُ الرسوليةُ الأرمنية من الاضطهادات المتتالية التي ارتكبها الروس على عهد القياصرة، ثم تركيا على أيام السلطنة العثمانية، ثم الاتحاد السوفياتي في الثلاثينيات من القرن الماضي ما أدى إلى تهجير كبير للأرمن. ثم حصلت انتفاضةٌ دينيةٌ بعد وفاة ستالين وساعد في ذلك أيضاً البريسترويكا التي قادها الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشيف في الثمانينات من القرن الماضي. وبعد استقلال أرمينيا في العام 1991، أعلنت السلطات الأرمنية الحريةَ الدينيةَ وفصلَ الدينِ عن الدولةِ. لكنَّ الانتماءَ المسيحيَّ لدى الأرمن له طبيعةٌ أهمُ من الانتماء المواطني.
تعدّ الكنيسة الرسولية الأرمنية كاثوليكوسيتان، واحدة تسمى كاثوليكوسية عموم الأرمن وكرسيّها في إيتشميادزين في أرمينيا ويترأسُها كاراكين الثاني منذ العام 1999. وكاثوليكوسية كيليكيا ومركزُها في أنطلياس شمالي بيروت وتمتد سلطتُها على سوريا ولبنان وقبرص ويترأسها البطريرك آرام الأول كيشيشيان.
كما تعد الكنيسة الرسولية الأرمنية بطريركيتان ثانويتان هما بطريركية أورشليم وتمتد سلطتها في فلسطين واسرائيل والأردن، وبطريركية القسطنطينية التي تمتد سلطتها على تركيا وكريت ويترأسها البطريرك ميسروب الثاني وتخضع كنائسُها للمراقبة من قبل الحكومة التركية.
أما الكنيسة الكاثوليكية الأرمنية فتخضع لمجموعة الكنائس الشرقية وتضمّ حوالى ستُمِئَةِ ألفِ مؤمنٍ موزعين بين أرمينيا والشتات ويترأسها بطريرك كيليكيا وعموم الأرمن غريغوريوس بطرس العشرون.