دينيّة
14 أيار 2017, 07:00

أتحبني؟ نعم! .. اتبعني

في لقائهما الأول على شاطىء بحر الجليل وعده يسوع أن يكون صيّاد بشر.. وفي نواحي قيصريّة فيليبس جعل منه صخرة الكنيسة.. وها هو اليوم بعد قيامته المجيدة، ومن على بحيرة طبريّا يوكل إليه رعاية كنيسته بعد أن تأكّد من محبّة بطرس له.

 

هو الّذي أعطاه اسم الّصخرة، يناديه اليوم باسمه الأصليّ ويسأله ثلاث مرّات "يا سمعان بن يونا، أتحبّني؟" (يو 21: 15)، وبدوره بطرس اعترف ثلاث مرّات بحبّه ليسوع بكلّ ثقة وتواضع "نعم يا ربّ، أنت تعلم أنّي أحبّك حبًّا شديدًا" (يو 21: 15)، مقابلًا بذلك النّكران بالحبّ.

أراد يسوع بسؤاله التأكّد من حبّ سمعان له ليعهد إليه رعاية قطيعه، فعلى كلّ جواب إيجابيّ كان يوكله بمسؤوليّة تحمل في طيّاتها معانٍ خاصة. ففي المرّة الأولى حمّله مسؤولية الحملان التي ترمز إلى المؤمنين الّذين يحتاجون إلى الرّعاية، وفي المرّة الثّانية طلب منه إرشاد النّعاج الّذين يرمزون إلى غير المؤمنين مشيرًا بذلك إلى إعلان الكنيسة ورسالتها لكلّ الشعوب من دون تفرقة، أمّا في المرّة الثّالثة فقال له "إرع خرافي" مشدّدًا عليه السّهر على كلّ الخليقة على حدّ سواء.

يسوع، مرسل الآب والرّاعي الصّالح الّذي لطالما أوصى بالمحبّة على مثاله "أحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم"(يو13: 34)، ها هو اليوم يشترط على سمعان قيادة بيعته بمحبّة ثّابتة، مشدّدًا على أن تكون هذه المحبّة الدافع والمحرّك الأساسيّ في كل خطواته، ليؤكد لنا أنّ المحبّة غير المشروطة هي أساس كلّ نجاح.

وفي نهاية الإنجيل أشار يسوع إلى ميتة بطرس التي سيمجّد بها الله على مثاله قائلًا "اتبعني" (يو 21: 19) دلالة على درب الألم والاستشهاد والصّلب.

 

كلّ معمّد مسؤول عن نشر كلمة الله، مسؤول عن أمانة المحبّة التي أودعنا إيّاها، وهو ينتظر منّا الـ"نّعم" لنسير معه في درب الخلاص.