لبنان
14 أيلول 2020, 10:20

أبو كسم من بيصور: نريد الحقيقة قبل الحقّ!

تيلي لوميار/ نورسات
صلّى رئيس المركز الكاثوليكيّ للإعلام وكاهن رعيّة بيصور- شرق صيدا الأب عبدو أبو كسم، لراحة نفس الممرّضة في مستشفى الرّوم ميراي جرمانوس لمناسبة مرور أربعين يومًا على وفاتها جرّاء انفجار مرفأ بيروت، وذلك في قدّاس إلهيّ ترأّسه في كنيسة البلدة، حيّا خلاله أرواح الضّحايا كافّة.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى أبو كسم عظة قال فيها نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "نصلّي اليوم مع أبينا السّيّد البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي الكلّيّ الطّوبى الّذي يحتفل أيضًا بهذه الأثناء في سيّدة حريصا بقدّاس وجناز لراحة أنفس كلّ الشّهداء، ونرفع الصّلاة لراحة أنفس موتانا ولخلاص لبنان".

وأضاف: "إنّنا اليوم نمرّ بمخاض عسير، ونحن على مفترق طرق في هذا البلد، إنّ ما قبل الرّابع من آب ليس كما بعده. ما حصل في 4 آب كان ثمرة الفساد ولامبالاة الدّولة بأبنائها، ثمرة الاستهتار بأرواح النّاس وتغليب المصالح الماليّة والسّياسيّة على مصلحة النّاس، هذا الانفجار كان ليطال نصف اللّبنانيّين لو أنّهم كانوا في ذروة الخروج من بيروت، لا بل أكثر من ذلك طال النّاس داخل بيوتهم في العاصمة بيروت ودمّرها من وراء استهتار الطّبقة الّتي تحكم لبنان بأرواح وممتلكات اللّبنانيّين. اليوم بعد كلّ الّذي حصل نقول: نحن نريد الحقيقة قبل الحقّ، لأنّنا إذا وصلنا إلى الحقيقة نستطيع أن نحصل على حقّنا. لكن للأسف بعد 40 يومًا هناك صمت مريب، لم يسمّ مسؤول واحد عن هذا الانفجار إنّما على العكس هناك تمييع بهذا الموضوع وكان هناك رهان على عامل الوقت حتّى تهدأ النّفوس ويقطع الموضوع مثل كلّ مرّة بالّتي هي أحسن. نقول بكلّ صراحة باسم أهل كلّ الضّحايا وكلّ الجرحى وكلّ المتضرّرين والنّازحين عن بيوتهم، لن نسمح هذه المرّة كلبنانيّين وكمسؤولين في الكنيسة أن تميع الحقيقة، لأنّه إذا تميعت الحقيقة سوف نقضي على ما تبقى من لبنان.

أولادنا ليسوا لكم يا تجار الهيكل ويا تجار الدولة ويا تجار الضمائر. أولادنا فلذات أكبادنا هم نعمة من الله نبني عليها آمالنا، دمّرتم قلوبنا وآمالنا كما دمّرتم بيروت، لكن نحن أبناء الإيمان والقيامة والرّجاء لا يستطيع أحد أن يقتل فينا الرّجاء الّذي في قلوبنا. لذلك لا يموت حقّ وراءه مطالب. سنبقى وراء كلّ مسؤول بهذا البلد لنصل إلى الحقيقة، من أدخل هذه المواد المتفجّرة إلى مرفأ بيروت ومن فجرها، ولماذا، عندها نستطيع أن نحاسب المسؤول وأن نصل إلى حقّ ميراي الّتي لا تعوّض وإذا طالبنا بحقّها نكون نطالب بحقّ كلّ إنسان لبنانيّ. نسأل الله أن يكرّم ميراي في ملكوته السّماويّ ويعطينا نعمة طهارتها وقداستها وروح الخدمة والرّحمة الّتي تميّزت بها. كانت ملاك رحمة ومحبّة وكانت ملاكًا بين إخوتها وأهلها. كلّما مرّت الأيّام كلّما افتقدوها أكثر، كانت تحلم أن نزفهّا عروسًا في هذه الكنيسة، زفّيناها عروسًا للسّماء، هذه إرادة ربّنا الّتي يجب أن نقبل بها لكن بعد الموت هناك قيامة وكلّنا ننتظر العبور من هذا الموت إلى القيامة. رحمها الله ورحم الشّهداء وأعزّي أهلها وأخوتها ومحبّيها".

بعد القدّاس، أزاحت العائلة السّتارة عن نصب تذكاريّ يخلّد ذكرى ميراي جرمانوس، وهو عبارة عن تمثال للسّيّدة العذراء والطّفل يسوع، ورُفعت صورة للضّحيّة بجانب النّصب مع عبارة "أذكروني بصلاتكم".