لبنان
09 آب 2022, 11:50

أبو طقة ترأّس قدّاس الشّكر الأوّل في زحلة بعد انتخابه مدبّرًا عامًا

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس المدبّر العامّ للرّهبانيّة المارونيّة الأب ميشال أبو طقة قدّاس الشّكر الأوّل بعد انتخابه مدبّرًا عامًّا، في كنيسة دير مار أنطونيوس الكبير في زحلة، بحضور فعاليّات عديدة.

بعد مباركة من رئيس الدّير الأب موسى عقيقي وترحيبه بالحضور وعرضه لتاريخ تأسيس الرّهبانيّة في زحلة، تلا الأب أبو طقة الإنجيل المقدّس قال فيها بعد الشّكر:  

"أمّا أنتُم يا أبناءَ مدينتي المُحبِّين، يَضيقُ بيَ الكَلامُ لأُعرِبَ لَكُمُ عَمَّا يُخالجُني من مَشاعرِالامتنانِ والعُرفانِ على كلِّ ما أبديتموهُ تُجاهي من محبّةٍ وتشجيعٍ وتقدير، كُلَّ مَرَّةٍ قَدَّمتني الرُّهبانيَّة وشَرَّفتني باعتلاءِ خدمةٍ في حُقولِ رِسَالتِها، فهكذا كنتُم إلى جانبي يوم كنتُ مُديرًا لفرعِ جامعةِ الرُّوحِ القُدُس في زحلةَ والبقاع، وهكذا كُنتم أيضًا يومَ انتخبني مجمعُ الرّئاسةِ العامّة أمينَ سرٍّ عامّ للرُّهبانيَّة، وهكذا أَنتُم اليومَ تَغمُروني بلُطفِكُم وبتأييدكُم وبالإعرابِ عن محبَّتِكُم، وقد انتخبني مجمعُ الرُّهبانيَّةِ العامّ، مدبّرًا عامًّا للرّهبانيّة إلى جانب قُدسِ الأبِ العام هادي محفوظ السَّامي الاحترام، الّذي أوجّهُ لهُ كُلَّ احترامٍ وتقدير. فلكُم آلاف ضَمّاتٍ من الشُّكر، في أرقى تعابيرها الّتي في المسيح يسوع، فلكُم جميعًا ولكلّ فردٍ موقعًا في وجداني في صلاتي وفي خدمتي، حماكُمُ اللهُ وباركَ عيالكُم، وأراحَ نفوس موتاكم".

اضاف بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "مَسيرتي الرّهبانيّة تلازمتْ وانطَبَعتْ بملامِحِ شَخصٍ استثنائيّ، رافَقَني خُطوةً بخطوة، مِن مَراحِلِ الدّراسةِ والتَّخصُّص، إلى انطلاقتي في قلبِ الرُّهبانيّة، وَضَعَ ثِقَتَهُ بي وبقدُراتي، فكانَ الدّافِعَ لمسيرةٍ حَالَفَهَا النَّجاحُ، هذا النّجاحْ، لا يُقاسُ بالمراكز، بل بما طبعَهُ فينا، من روحٍ رُهبانيّ أَصيلْ، مَبنيّ على العلاقةِ بالله، على الزُّهدِ والتّواضعِ وحِدَّةِ الذّكاءْ، والرّؤيَةِ الثّاقبَة، والمسؤوليّةِ الشّغوفة، إنّه شخصٌ لا يتكرّر وظاهرة فريدة في تاريخ الرّهبانيّة، هو قُدسُ الأبِ العامّ الأباتي نعمة الله الهاشم.

قدس الأب العامّ اقبل منّي تعابيرَ الشُّكر هذه ممزوجةً بالخدمةِ الأَحبّْ على قلبِكَ خدمة الجلال الإلهيّ. ستبقى لي مرجعًا لا غنى عنه في حياتي الرّوحيّة والرّهبانيّة ولاسيّما الإداريّة. بالرّغم من أنّني تعلّمت منكم الكثير فإنّني أشعر أنّه ينقصني الكثير، لذا سأسعى دائمًا أن أقتدي بك خطوة خطوة وأعدك بأنّني لا أتهاون أبدًا في خدمة إخوتي الرّهبان والمجتمع كما فعلت دومًا، حماكَ اللهُ وحَفَظكَ لخيرِ الرُّهبانيّة، لا بل لخير الكنيسةِ والوطن".

وتوجّه أبو طقّة الى رئيس الجمهوريّة، بالقول: "فخامة الرّئيس العماد ميشال عون، شكرًا لفخامتكم على إيفادكم ممثّلاً عنكم، ابن زحلة، معالي الوزير الصّديق سليم جريصاتي المحترم، إنّها مناسبةٌ لشُكر فخامَتِكُم بشخصه على تحمُّلكم في أحلك الظّروف المسؤوليّة الأولى في الوطن، بصلابَتِكُم المعهودة وبتقديم ذاتكم كلَّ يومٍ على مذبح الوطنيَّة، لكي تتمّموا القسمَ الّذي لطالما تحمَّلتُم تَبِعَاتِه، من التزامِكُمْ مدرسةَ الشَّرَفِ والتَّضحيةِ والوَفاءْ، فلكُم يا فخامةَ الرّئيس صلاتَنا وذِكرَنا على مذبحِ الرّبّ، لكي تواصلوا العملَ من أجلِ خيرِ الوطنِ وأبنائه، حماكُمُ الله وأغدقَ عليكُمُ الصّحَّةَ والعون".

وأردف: "أيّها الأهل والأصدقاء جميعًا، أنتمُ المشاركين في قداسِ الشُّكر هذا، لكم شُكري وصلاتي. شُكري الخالص لرئيس دير مار أنطونيوس الكبير الأب موسى عقيقي ولجمهورِ الآباءِ والأخوة على رسالتهم في هذه المدينة، وعلى تنظيم هذا الاحتفال. معكُم جميعًا ألتمس شفاعة أمّنا مريم العذراء شفيعة مدينتنا، ونحنُ نستعدُ للاحتفال بعيد انتقالها، وشفاعة الآباء القدّيسين مار أنطونيوس الكبير، ومار مارون، ومار شربل، والقدّيسة رفقا، ومار نعمة الله، والطّوباويّ الأخ إسطفان، لتؤول خدمتَنا إلى الخيرِ فتكون لمجد الله وبنيان الرّهبانيّة والكنيسة، خاتمًا كلمتي بما ختم به صاحب المزامير نشيد الشّكر قائلاً: "الصّدّيقُ كالنَّخلِ يُزهرُ ومِثلَ أَرزِ لُبنانَ ينمي، المغروسونَ في بيتِ الربِّ يُزهرونَ في ديارِ إلهِنَا، فيُخبرونَ بِأَنَّ الرَّبَّ مُستقيمٌ صَخرَتي ولا ظُلمَ فيه" فليحميَكُم الرّبُّ ويحمي مدينتنا والوطن. أقدّم هذه الذّبيحة الإلهيّة، لأجل راحة أنفس موتاكم جميعًا، وبخاصّة لأجل راحة نفس والدي جوزف أمين أبو طقّة، في الذّكرى السّنويّة الثّالثة لرحيله، سائلاً الرّبّ أن يكون نصيبه مع الأبرار والصّدّيقين".

وختامًا تقبّل الأب أبو طقة التّهاني في صالون الدّير، وإلى جانبه رئس الدّير الأب موسى عقيقي والرّهبان.