أبعد من قدّيس وأعظم من نبيّ...
هو يوحنّا المعمدان أي "حنان الله ورأفته" الذي اتّسمت ولادته بالقداسة والخوف، فالجيران كانوا يتحدّثون قائلين: "ما عسى أن يكون هذا الصّبيّ؟". سؤال كان الله يجيب عليه في كلّ فرصة، إذ لم تفارق يد الرّبّ حياة يوحنّا المعمدان الذي كان ينمو ويتقدّس بالرّوح والبرّ والخير.
فللإصلاح الدّينيّ والاجتماعيّ كرّس حياته وبدأ كرازته بأنّ يسوع هو المسيح. كرازة اقترنت بتعميد التّائبين بعد الاعتراف في نهر الأردن. كما طلب يسوع منه أن يعمّده ليثبت بذلك صيرورته أخًا للجميع.
عمل يوحنا المعمدان لمدّة قصيرة لكنّ نجاحه بين الشّعب كان باهرًا ومستدامًا، فقد أمر هيرودوس بزجّ يوحنّا المعمدان في السّجن لأنّه وبّخه على فجوره. سجن كان كافيًا لكسر قلب الرّجل الجريء الذي نادى بقوله الحقّ وأعطى للزّنى اسمه الحقيقيّ.
وفي يوم، أتت هيروديا زوجة هيرودوس بابنتها لتستضيف الشّعب في يوم مولد الملك. استقبال ترافق بحفلة يغمرها المجون والخلاعة ورنين الكؤوس.
وها هو هيرودوس الثّمل يُسحر برقصها المثير فيقسم أمام ضيوفه بأن يعطيها ما تطلبه، وكان مرادها رأس يوحنّا على طبق.
طلبها تحقّق ويوحنّا استشهد، ولكنّه لا يزال حتّى اليوم أبعد من قدّيس وأعظم من نبيّ..