أبرشية عكار الأرثوذكسية تشهد نهضة كنسية إنمائية وعمرانية والمطران منصور لتيلي لوميار" خدمتنا تتجلى بالعطاء وخدمة الناس"
بهذا الكلام الرجائي المعزي، استهل مطران عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور حديثه عبر شاشة تيلي لوميار ونورسات من مقر مطرانية عكار في بلدة الشيخ طابا مؤكدا من هناك ان الصوم يتطلب شجاعة، والعطاء يتطلب شجاعة، كما ان الصوم يتطلب التخلي عن الكثير من الأهواء وملذات الحياة، التخلي عن هوى التملك.
وتابع المطران باسيليوس منصور ان من اهم القضايا في فترة الصوم وبعده هي قضية ان نكون مع المهجرين والمحتاجين ومن هنا فان مطرانية عكار الارثوذكسية قد تعاونت مع سائر المؤسسات وقدمت ولا زالت كل ما بوسعها للمحتاجين وللمهجرين دون التفكير او الوقوف عند طائفة أومذهب مشيرا الا ان الصوم يجب ان تتخمر بذاره بالعمل المعطاء والتمحص بافكار الناس والاستماع الى شجونهم وهمومهم والتأمل بها تأملا حقيقيا كي نختار الافضل منها ونسعى الى معالجتها موضحا، ان مفهوم الصوم الحقيقي هو المفهوم الذي تسلكه الكنيسة وليس المفهوم الذي يسلكه الانسان حسب قياساته الشخصية وبالتالي اذا اردنا ان يكون الصوم صوما كاملا وليس انتقائيا علينا ان نتبع الطريق الذي سلكته الكنيسة لانه الطريق السليم المختبر.
وعن المشاريع الكنيسة التي تنجزها مطرانية عكار الارثوذكسية والتي تستحوذ على اهتمام كل العكاريين مسيحيين ومسلمين لما ستحقق لعكار بأطيافها كافة نهضة عمرانية روحية تربوية واجتماعية أجاب المطران باسيليوس منصور:" ان دور المطران في مطرانيته لا يقف عند حدود الصلاة، لان الصلاة تقوده الى مفهوم الخدمة أي خدمة الناس، خدمة المسيحي والمسلم وهذا ما علمتنا اياه الكنيسة من خلال الرعاية والامومة اللتان تشملان من هم في الكنيسة وخارجها ومن هنا فان هدفنا هو خدمة كل ابناء عكار وهذا هدف مركزي بالنسبة الينا لان المطرانية ليست لجماعة معينة فقط بل لكل الأطياف" فالرب علمنا ان نكون لكل ناس والا اصبحنا ناموسيين محدودين عبيد الحرف".
وأضاف المطران باسيليوس منصور، ان لدى الخدمة الاجتماعية أولويات كما ان الكنيسة هي جزء من المجتمع المدني ومن هنا سعت مطرانيتنا الى تأمين اكبر عدد من الوظائف لأبنائنا في محافظة عكار من خلال مؤسساتنا التربوية والاجتماعية وعلى سبيل المثال" المدرسة الوطنية الارثوذكسية، المعهد المهني الارثوذكسي العالي، مركز القديس بولس للخدمات الشاملة" وسائر المؤسسات التي تعود لأبرشيتنا والتي تخدم الناس أجمع دون تمييز، ولأن المطرانية بشكل خاص ليس لديها كنيسة كما يجب أن تكون فوقع الاختيار على تشييد كنيسة مجاورة لمبنى المطرانية لتكون فيما بعد بمثابة" عجيبة عكار" ومحط انظار المؤمنين بحيث ستبلغ مساحتها الدائرية 1000متر مربع، في حين تبلغ مساحتها من الداخل 650 متر مربع، كما ان الكنيسة من الداخل ستكون مرسومة على شكل انجيل وستحمل اسم" عذراء عكار" ولن تكون كنيسة حديثة بل ستكون كنيسة شاهدة على روحانية الابداع وروحانية الاخوة وتليق بعكار وبأهاليها، كما ان هياكلها ستسطر اسماء القديسين ومن بينهم القديس باييسيوس الآثوسي موجها الشكر الى كل القيمين والمهندسين الذي يشرفون على هندسة الكنيسة ومراقبة اعمال البناء فيها.
كما شكر المطران باسيليون منصور البلديات على تعاونها ومحبتها وتقديرها للانجازات التي تقوم بها المطرانية من اجل خدمة عكار وشعبها الطيب.
واذا دخلنا في تفاصيل مشاريع المطرانية يطالعنا ذاك المتحف الحديث النشأة والأول في محافظة عكار باسم" متحف عكار التراثي الأول" الذي سيضم كل ما يتعلق بتاريخ عكار الديني المسيحي الاسلامي الاجتماعي والسياسي القديم والمعاصر وكل ما سيتوفر من آثار مكتشفة تشهد لتاريخ عكار.
كما ان المتحف سيزينه التنوع في المواد الزراعية والصناعية وغيرها من المواد التي تترجم تراث عكار ايضا.
مقابل ذلك، كشف المطران باسيليوس منصور عن امكانية تشييد قاعة خاصة داخل المتحف ستحمل اسم قاعة الاب ناسف اسطفان التي ستخط كل ما يحوي الاب نايف من تراث وآثار وسيصار الى انجاز المتحف في مطلع العام 2018 موازاة مع انهاء بناء الكنيسة ليصار الى تدشينهما في آن معا.
وفي ما خص المعهد المهني الارثوذكسي العالي بقسميه الخاص والرسمي والذي يؤمن اكبر عدد من الوظائف لأبناء عكار من مسيحيين ومسلمين، شكر المطران منصور السيد فرج فريج على انشائه القسم الجديد من المعهد الذي من المتوقع وفي حال تم تنفيذ القرارات المتعلقة بانشاء الجامعة اللبنانية في عكار سيكون هذا القسم فرعا لاحدى كلياتها وهذا انجاز تربوي قل مثيله في لبنان حققته مطرانية عكار الارثوذكسية بمحبة ابناء المحافظة ودعمهم المعنوي.
ولم يغب عن بال المطران باسيليوس منصور من ان يستذكر موضوع الاعلام واطلاقه" اذاعة السلام الارثوذكسية" التي تعمل على دمج الروحيات والثقافات التربوية والاجتماعية، مرورا بالصلوات والقداديس والتراتيل واللقاءات، ورصد احوال الناس واوضاعهم" وذلك بفضل فريق عمل متطوع كرس نفسه من اجل اعلاء صوت عكار كنسيا تربويا واجتماعيا ومعيشيا.
وبحسب ما اكده المطران منصور ان" اذاعة السلام الارثوذكسية أتت لتوضح تخطي الكنيسة للمجتمع نحو هدف أسمى اذا امكن ان تصبح الارض سماء".
والى المرأة في عيدها أورد المطران منصور :" على المرأة اينما كانت ان تبقى على ايمانها وعلى رأس هذا الايمان، وان تبقى محافظة على تقاليد ابائها واجدادها وان تختار ما بين الحداثة والقديم، وعليها ان تعلم ان ليس كل ما هو قديم قد اضح في طي النسيان والاهمال انما العكس صحيح عليها ان تتمسك بالقديم وبأخلاق الامهات والجدادت ما يعطيها نعمة وثباتا وتربية وتعاضدا بين أفراد الاسرة الواحدة لأنه اذا ما نظرنا الى مجتمعنا المعاصر يتراءى لنا ان الجيل الجديد هو جيل اناني ابتعد كل البعد عن ما هو قديم".
هذا وقد عايد المطران منصور المعلمات والمعلمين في عيدهم مؤكدا ان المرأة المعلمة توازي الرجل المعلم من جدية وعطاء.
وبموازاة ذلك، عايد ايضا المطران منصور امهات الشهداء بعيدهن متمنيا ان تزول الغيمة السوداء عن شرقنا الأليم وان يعود السلام الحقيقي كمان كان سائدا.