لبنان
28 أيلول 2023, 13:50

أبرشيّة البترون المارونيّة ودّعت الخورأسقف سمير حنّا نوفل الحايك

تيلي لوميار/ نورسات
ودّعت كنيسة مار بندلايمون الرّعائيّة- بجدرفل البترون الخورأسقف سمير حنّا نوفل الحايك، في رتبة صلاة أقيمت لراحة نفسها واحتفل بها راعي أبرشيّة البترون المارونيّة المطران منير خيرالله منتدبًا من البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي.

وللمناسبة، ألقى خيرالله كلمة الرّاعي مانحًا الحاضرين البركة الرّسوليّة، وقال: "بعاطفة الأسى وصلاة الرّجاء نودّع معكم عزيزكم وعزيزنا الخورأسقف سمير، كما يودّعه أيضًا بعاطفة الوفاء أبناء رعيّتي تحوم وإدّه اللّتين خدمهما، وإدارة مستشفى الدّكتور إميل البيطار الحكوميّ الّذي أمّن فيه الإرشاد الرّوحيّ حتّى أواخر عمره، وهيئة الطّوارئ الشّعبيّة في البترون الّتي أسّسها مع بعض الأصدقاء للاهتمام بشؤون النّاس المعيشيّة، وقد ترأسّها لفترة طويلة من الزّمن.

إنّه إبن بيت كريم من بلدة بجدرفل العزيزة. في هذا البيت المؤلّف من المرحومين والديه، وأربعة صبيان وسبع بنات، تعلّم الصّلاة، ونمى في الإيمان بالعناية الإلهيّة، وتربّى على طيب العلاقة الأخويّة والاجتماعيّة، وعلى هناء المحبّة، وروح التّعاون. فشدّته إلى إخوته وأخواته، وهو كبيرهم، أخلص روابط الإلفة والاهتمام، وهم بادلوه مع عائلاتهم المودّة والاحترام. وآلمته وفاة ثلاث من شقيقاته أليدا وفرنساويّة وعائلتها وتريز وزوجها فتعزّى بأولادهما وشملهم بمحبّة خاصّة.

بعد أن أكمل دروسه الإبتدائيّة في مدرسة الإخوة المريميّين في البترون، سمع نداء الرّبّ إلى الحالة الكهنوتيّة، فدخل إكليريكيّة مار مارون- غزير البطريركيّة، وأكمل فيها دروسه التّكميليّة والثّانويّة، وكانت آنذاك في عهدة الآباء اليسوعيّين، ومنها إلى جامعة القدّيس يوسف في بيروت حيث درس الفلسفة واللّاهوت ونال إجازة في اللّاهوت، ثمّ بعد رسامته إجازةً في الفلسفة من الجامعة اللّبنانيّة.

سيم كاهنًا بوضع يد المثلّث الرّحمة النّائب البطريركيّ العامّ آنذاك المطران (البطريرك) نصرالله صفير في آذار 1964. وكان مهيّئًا روحيًّا وعلميًّا وإكليريكيًّا أحسن تهيئة.

توزّعت خدمته الكهنوتيّة في نشاطات راعويّة وتدريسيّة وتثقيفيّة واجتماعيّة. خدم في بداية كهنوته رعيّتي الكفر وبنتاعل من بلاد جبيل، وبعد سنة استقرّ في رعيّتي تحوم وإدّه. درّس في إكليركيّة غزير البطريركيّة، وفي ثانويّات رسميّة، وفي مدرسة مار يوسف للآباء الكبّوشيّين- البترون، وفي مؤسّسة الأب ميشال خليفة- راشانا. وعلّم التّعليم المسيحيّ في مدارس عدّة، وساهم في إنشاء معهد التّثقيف الدّينيّ في أبرشيّة البترون العزيزة. ألقى العديد من المحاضرات، وكتب الكثير من المقالات في المجلّات الثّقافيّة. وكان يُعتبر مرجعًا لغويًّا في العربيّة والفرنسيّة، ومرجعًا في حقول الفلسفة واللّاهوت والفكر الإسلاميّ.

أمّا اجتماعيًّا، ففضلًا عن هيئة الطّوارئ الشّعبيّة، سبق وأسّس فرعًا للحركة الاجتماعيّة في بجدرفل، وكان من مؤسّسي فرع التّضامن المهنيّ للقروض الميسّرة، وتعاونيّة حرفيّة للإنماء في منطقة البترون.

قدّره عاليًا لعطاءاته وتضحياته المثلّث الرّحمة المطران بولس- إميل سعاده، وطلب له رتبة الخورأسقفيّة من المثلّث الرّحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. ومنحه إيّاها سنة 2007، وأسند إليه طويلًا شؤون الكهنة. وشمله سيادة أخينا راعي الأبرشيّة اليوم المطران منير خيرالله بالثّقة الكاملة، وأراده إلى جانبه مستشارًا، وعيّنه منسّقًا في ملفّ الحوار المسيحيّ-الإسلاميّ في المجمع الأبرشيّ.

تميّز المرحوم الخورأسقف سمير بصفات الكاهن على صورة المسيح في أعماله وأقواله وتصرّفاته، وتجرّده.

وحقّ له، وهو يسلّم وزنات كهنوته الخمس مضاعفة، أن يقول مع بولس الرّسول: "لقد جاهدت الجهاد الحسن، وأتتمت سعيي، وحفظت إيماني" (2 تيم 4: 7). ونحن في وداعه نرجو له من "سيّده الدّيّان العادل إكليل البرّ الّذي يجازيه به" (2 تيم 4: 7).

على هذا الأمل وإعرابًا لكم عن عواطفنا الأبويّة، وإكرامًا لدفنته، نوفد إليكم سيادة أخينا المطران منير خيرالله راعي الأبرشيّة السّامي الاحترام، ليرأس باسمنا الصّلاة لراحة نفسه، وينقل إليكم تعازينا الحارّة.

تقبّل الله بواسع رحمته روح فقيدِكم الغالي في مجد السّماء، وسكبَ على قلوبكم بلسم العزاء، وعوّض على الأبرشيّة بكهنة قدّيسين".