العالم
19 تشرين الثاني 2024, 12:00

أفلام اليوبيل لحجّاج الرجاء: "بوّابة السماء"

تيلي لوميار/ نورسات
الفيلم الأوّل الذي اختاره المونسنيور داريو فيغانو، مسؤول الفاتيكان والخبير السينمائيّ، لمبادرة "اليوبيل ثقافة" لدائرة التبشير، هو فيلم فيتوريو دي سيكا عام 1945 "La Porta del Cielo" (بوّابة السماء). الأب غريغ أمارسيل، من الجمعيّة الإرساليّة للقدّيس بولس الرسول، الناقد السينمائيّ، والكاهن المساعد لأبرشيّة القدّيس باتريك الكاثوليكيّة الأميركيّة في روما، والنائب العامّ لدى الكرسي الرسوليّ، يقدّم لنا رأيه في الفيلم، وفق "فاتيكان نيوز".

 

"La Porta del Cielo" (بوّابة السماء) هي قصّة رجاء تمّ تصويرها على يد فيتوريو دي سيكا في 1943-44 في أثناء الاحتلال النازيّ لروما وتمّ عرضها في عام 1945.  أُنجز هذا العمل بدعم من الكرسي الرسوليّ، ما سمح ل De Sica بتصوير المشاهد النهائيّة في كنيسة سان باولو فوري لو مورا (القدّيس بولس خارج الأسوار).  

يحكي الفيلم قصّة حجٍّ لمرضى في قطار خاصّ إلى مزار مريم العذراء في لوريتو. يعاني كلٌّ منهم بطريقة أو بأخرى. بعض من المرض، وبعضهم مصابون بإعاقات، وبعضهم محاربون قدامى، وبعضهم يعانون من الألم العقليّ. هم يريدون الشفاء ويأملون أن يتمّ شفاؤهم في نهاية رحلتهم....

بينما يسير القطار إلى وجهته، نواجه بعض الركّاب ونراهم يفكّرون في المواقف التي أوصلتهم إلى هذه النقطة.... في روما، ينتظر المزيدُ من المرضى نقلَهم إلى القطار...  

وهكذا نرى الركّاب جميعهم يعانون بطرق متنوّعة.  ينتظرون بصبر، واعين تمامًا لِمَن حولهم. يصلّون المسبحة الورديّة في كلّ عربة قطار ثمّ يصلون إلى لوريتو.  إنّهم ينظرون إلى المزار برجاء كبير. في الداخل، يحمل كاهنٌ، في طواف، الشعاع وفيه القربان الأقدس.  تمتلئ الكنيسة (سان باولو) بالعديد من الشموع المضاءة والعديد من الناس يصلّون. "يا يسوع، مخلّص العالم الحالّ بيننا، ساعدنا"...  

ثم تنهض امرأة من على كرسي متحرّك وتبدأ بالمشي. تقدّم عكّازيْها وتتقدّم ببطء وخلفها مجموعة من الممرضات...الشخصيّات الرئيسة - حتّى جيوفاني عازف البيانو – المصاب بمرضٍ في ذراعه والعاجز عن العزف في ما بعد- يمشون بالرجاء والإيمان. يركعون ويصلّون. يقولون: "أنا أؤمن". "شكرًا لك يا ربّ". جيوفاني لا يركع، ليس بعد.  يتقدّم إلى الممرّ الجانبيّ ويضع مسدّسًا على طاولة، كان أحضره معه مع إمكانيّة قتْل نفسه...هو يركع الآن والدموع في عينيه ويرسم إشارة الصليب.

عند مشاهدة المرأة التي شفيت تتجوّل في الكنيسة، صرخ الناس، "لقد شفي أحدنا!"  هم حجّاج الرجاء وقد ارتقوا.  يقولون: "شكرًا لك يا ربً. لقد شفي أحدنا".

في يوم من الأيّام - يقول الأب غريغ أبارسيل- سأشاهد هذا الفيلم مع ترجمة إنجليزيّة جيّدة (أو مع فهم محسّن للغة الإيطاليّة) وأفهم أي شيء قد فاتني فيه. ومع ذلك، فإن ما لم أفتقده هو المشاعر الشديدة لهؤلاء الأشخاص الذين يعانون والذين سافروا برجاء في القطار الأبيض الخاصّ إلى لوريتو، وعلى الرغم من أنّهم لم يشفوا جميعًا جسديًّا، فقد شفوا جميعًا روحيًّا.