ثقافة ومجتمع
25 تشرين الثاني 2016, 06:30

"ومن الحبّ ما قتل..."

ماريلين صليبي
التقى بها صدفةً، أُعجِب بضحكتها، أُغرم بعيونها، تردّد إلى منزلها مرّات كثيرة، أسر قلبها لسنوات طويلة، عرض عليها الزّواج ليبني معها عائلة، وها هما اليوم زوجان جمعهما الحبّ تحت سقف واحد... هي قصّة عاشق خطف حبيبته من العزوبيّة ليزيّن حياتها بزواج سرعان ما تحوّل إلى كابوس يوميّ، إذ ترك الولهان حبّه الكبير لحبيبته على عتبة المنزل الذي يجمعه بها ليُدخل معه إلى حرم البيت قساوة مخيفة وعذاب مقصود.

 

فالضّحكة التي أُعجِب بها في الماضي قصد مسحها عن شفتيّ زوجته، والعيون التي أُغرم بها سابقًا أراد إغراقها في الدّموع، والقلب الذي أسره باهتمامه يومًا سعى إلى تمزيقه بيدين موجعتين، لتصبح الإمرأة التي خطفها من الحريّة والفرح والرّاحة سجينة خلف قضبان اليأس والعنف.

هي امرأة ما كانت تشبع من رؤية حبيبها ومن كلامه المعسول، ليشبّعها هو نفسه اليوم ضربًا مؤلمًا وكلامًا بذيئًا.. هي امرأة حلمت بارتفاع أصداء الضّحك والغناء في أرجاء بيتها، ليعلو اليوم بدل ذلك صراخها هي طالبةً النّجدة.. هي امرأة لطالما أرادت أن تمسك بيد حبيبها وتسير على دروب الحبّ المزهرة، لتصفعها اليوم هذه اليد نفسها وتصبغ جسدها بكدمات موجعة وتقودها في طرقات شائكة..

المشهد قاسٍ ربّما إنّما الحقيقة أقسى حتمًا.. فواقع قسم كبير من نساء يعانَين العنف مرير جدًّا يستلزم تحرّكًا إضافيًّا من قبل الدّولة والجمعيّات الخيريّة، فليكن اليوم، وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضدّ المرأة، مناسبة لصحوة الضّمائر والمسؤوليّات لإعادة الفرح والأمل إلى قلوب نساء ذنبهنّ الوحيد أنّهنّ أحببنَ بصدق...