"نيّالك يا إيلاي.. مار شربل شفاك من مرضك!"
"نيّالك يا إيلاي" لأنّ طبيب السّماء حضر في حياتك ففاض النّعمة على عائلتك وجعل جسدك ووجهك وقلبك تشعّ فرحًا وتجدّدًا ورجاء.
إيلاي فادي حرفوش طفلٌ يبلغ من العمر 5 سنوات و9 أشهر، هو طفلٌ رافقت المرارة والأوجاع نموّه بالنّعمة والحكمة والقامة، أوجاع روتها والدته هلا حرفوش لموقع "نورنيوز" .
دقّ المرض باب صحّته بقوّة منذ أن أبصر النّور عام 2011 ودخل الألم عقر داره بدون استئذان، ليعاني الطّفل من الرّبو ومن حساسيّة في العيون والجلد، معاناة أجبرته على المداومة على تناول 14 دواء.
الصّلاة الدّائمة لم تفارق والدته هلا حرفوش منذ أن أدركت أنّ ابنها بحاجة إلى متابعة طبّيّة من 4 حكماء. لكنّ الألم لم يكتفِ بهذا وحسب، بل صبغ جسده باحمرار مخيف وبقع غريبة هدّدت براءة صباه ودمّرت راحة والديه.
اتّصلت هلا بالطّبيب إدغار أسمر الذي طلب معاينة الطّفل في اليوم التّالي، اتّصال عقبته بآخر مع د. فريد اسطفان الذي أوصاها بإعطاء ابنها دواء قد يزيل العوارض الموجودة على رجليه.
في مستشفى الأرز كانت المعاينة في اليوم التّالي، فيها أشارت التّقديرات إلى إمكان إصابة إلاي بالسّيلان أو بمرض الـpurpura.
استشارات هلا للأطبّاء لم يحدّها أيّ تشخيص، فبسؤال لطبيب الصّيدليّة الذي يزوّد العائلة بأدوية الطّفل منذ الصّغر، رُجّحت نسبة إصابة إلاي بالسّيلان أكثر من الـpurpura.
أيّام مرّت والبقع كانت تزداد وتتمدّد، طبيبان من الخارج شخّصا الحالة بمشكلة في الدّمّ، وهذا ما كان يؤكّد مرّة جديدة الإصابة بالسّيلان.
انتاب الأمّ خوف رهيب فراحت تصلّي لكلّ القدّيسين طالبة الشّفاء لابنها، وخصّصت تضرّعًا مميّزًا لمار شربل الذي كانت الأمّ تمتلك ذخيرة له.
تأمّلت هلا الذّخيرة المقدّسة وقالت: "أنا حاملة صليب مع إيلاي وقبلانة إنّو يمرض إبني بالـpurpura بس مش بالسّيلان، ساعدني لأن ما بقا فيني إحمل، وفرجيني إشارة إذا رح تستجيب".
في اللّيلة نفسها، حلمت هلا بالتّالي: رجلان كانا واقفين، الأوّل أشعل سيجارة والثّاني لمسها بكتفها مشيرًا إلى مار شربل. في الصّباح، بدا الحلم للأمّ مشهدًا عاديًّا، فأكملت الإجراءات الطّبّيّة المفروضة.
خضع إيلاي لفحص دمّ عانى بعده آلامًا وانزعاجًا كبيرًا، لكنّه شارك وأمّه في قدّاس إلهيّ بدأت فيه الإشارات السّماويّة تتوضّح؛ إذ داخل الكنيسة ولكثرة المصلّين، لم تجد هلا مقعدًا، فقرّرت الجلوس على الأرض، غير أنّ رجلًا سارع ولمس كتفها لمسة شعرت هلا بتشابهها مع تلك التي كانت في الحلم، لتربط هلا الحادثة بحضور مار شربل.
وها هي نتائج فحص الدّم تؤكّد إصابة إيلاي بالـpurpura، إصابة أراحت هلا لأنّها شعرت أنّ مار شربل استجاب لطلبها بعدم الإصابة بالسّيلان.
البقع ازدادت يومًا بعد يوم، إلّا أنّ هلا لم تُعطِ ابنها دواء بل كانت تدهن جسده بزيت مار شربل. وها إنّ اليوم التّالي أتى بمفاجأة للعائلة بعد غياب كلّ البقع التي كانت على جسد الطّفل.
تأكّدت الأمّ أنّ ما حصل أعجوبة من مار شربل، صلّت كثيرًا قائلة له: "إذا تدخّلت وشفيت ابني، اعطيني إشارة تما إحكي باسمك كلام خاطئ".
زارت هلا وابنها ضريح القدّيس والتقت بالأب لويس الذي صلّى على رأس إيلاي واستمع إلى قصّته.
والإشارة توضّحت تمامًا عندما أشعل الأب سيجارة خلال الحديث، حركة طمأنت الأمّ أنّ الشّفاء تمّ فعلًا.
من جهة أخرى، تفاجأ الطّبيب بشفاء إيلاي مؤكّدًا عدم إمكان تفسير ما حصل طبّيًّا، فبعد كلّ هذه الإشارات، سجّلت الأمّ الأعجوبة في دير عنّايا، وآمنت أنّ الله أفاض نعمة عظيمة على ابنها.
إيلاي اليوم بصحّة جيّدة، الاحمرار اختفى وحتّى أنّه ارتاح من الحساسيّة، فمرّة جديدة سنبقى نصرخ ونقول بإيمان كبير ورجاء أكبر: "نيّالك يا إيلاي!"