"نجد اليوم شهداء مسيحيّين أكثر من القرون الأولى"
لم يغفل عن ذاكرة الحبر الأعظم عذاب المسيحيّين حول العالم، فتغريدته أخيرًا خير دليل على أنّه شاهد على ما يحضنه العالم من أشرار وفتن وأوجاع، وأنّه يحمل تلك الآلام بصلواته الدّؤوبة وبفكره الخيّر. فالبابا فرنسيس كتب عبر صفحته: "نجد اليوم أيضًا العديد من المسيحيّين الذين يُقتلون ويُضطهدون بسبب محبّتهم للمسيح. يبذلون حياتهم في الصّمت لأنّ استشهادهم لا يشكِّل خبرًا صحافيًّا: ولكنّنا نجد اليوم شهداء مسيحيّين أكثر من القرون الأولى."
البابا فرنسيس يغمز في كلامه إلى شهداء العهد القديم وإلى القدّيسين الذين استشهدوا من أجل المجاهرة بإيمانهم. هؤلاء الصّدّيقون تحمّلوا ظلم الملوك والحكّام، سُجنوا وعانوا مرّ العذابات كالصّلب والحرق والجلد وقطع الرّأس وغيرها من الأساليب التي نقّت قلوبهم وطهّرت نفوسهم.
لكنّ البابا فرنسيس في هذه التّغريدة يسلّط الضّوء على شهداء اليوم، شهداء حملوا راية الإيمان في عصر يتآكله الإرهاب ورفضوا المساومة والخضوع للظّلم والتّعاليم الباطلة. شهداء زادت أعدادهم بشكل لافت في تاريخ الكنيسة الحديثة، فتحمّلوا ولا يزالون القتل والتّشريد وأساليب التّعذيب المُرّة من أجل المسيح.
هي أفعال مُرّة بحقّ الإنسانيّة قلّما تلتقطها عدسات الكاميرات وترفعها أقلام الصّحافيّين، فيموت المسيحيّ بصمت وظلام، غير أنّ المسيح يراه ويسمع صوت أنينه ويشركه في ملكوته.
إلى هؤلاء الأبرياء الذين انتقلوا إلى دنيا الحقّ بخفر لنرفع صلواتنا مع البابا فرنسيس، ولنصلّي من أجل مسيحيّي العالم فيحفظهم الله من كلّ شرّ.