ثقافة ومجتمع
28 شباط 2019, 14:00

"مومو" تطارد الأطفال... براءتهم فريسةٌ في شباكها!

ماريلين صليبي
أحيانًا، لا يعرف الشّرّ حدودًا ولا يحدّه عيب، فيقع الأطفال ضحيّة عقول لا تلمس المحبّة قطّ، فتطارد براعم تتوق إلى معانقة الشّمس والأمل لتتفتّح طيّبة في عالم تتآكله الأشواك.

 

أشرار الدّنيا الظّالمة اختاروا شبكة الإنترنت وتحديدًا منصّة يوتيوب لغرس أفكار مظلمة في عقول أطفال ذنبهم الوحيد أنّهم شديدو التّأثّر والإصغاء. هي رسوم متحرّكة على يوتيوب رُصدت على أنّها تدفع الأطفال إلى الانتحار، تظهر في منتصف الفيديوهات لا في أوّلها لكي لا ينتبه الأهل لوجودها.

هذه الدّمية التي اجتاحت العالم بشرّها تلفت انتباه الأطفال من خلال أغنية جذّابة تحمل معاني مهلكة مفادُها: "مومو ستقتلك، ستأتي في اللّيل وأنت في السّرير، وفي الصّباح، ستكون قد متّ. هل تريد رؤية مفاجأة؟ أنظر في عينيها، أنا لا أكذب عليك، ستموت!"

بهذه الكلمات إذًا تهدّد الدّمية الأطفال بقتلهم في اللّيل إذا لم ينفّذوا طلباتها المتمثّلة بإيذاء أنفسهم أو عائلاتهم أو إشعال الغاز عندما ينام الجميع أو إذا أخبروا أهاليهم عنها.

هذه الدّمية تتغلغل في فيديوهات يُعجب بها الأطفال، ما دفع بالسّلطات إلى دعوة الأهل لمراقبة كلّ ما يشاهده أطفالهم وعدم تركهم بمفردهم عند استخدامهم الإنترنت، خصوصًا أنّ بعض الحوادث كانت قد سُجّلت في مختلف أنحاء العالم.

قد يكون الهدف الأبرز الرّامي إصابته من قبل القيّمين على هذه الدّمية الشّريرة براءة الأطفال التي تشتعل نورًا وتتألّق جمالًا.

وعليه، تقع المسؤوليّة مزدوجة، الأولى على عاتق الأهل الذي يتمثّل واجبهم بحماية أبنائهم من أيّ شذوذ إلكترونيّ، والثّانية على السّلطات الرّقابيّة المعلوماتيّة لضبط المضامين الرّقميّة من أجل حماية الأطفال من أيّ مشكلة نفسيّة قد تواجههم.