دينيّة
24 أيلول 2017, 07:00

"من يثبت إلى النهاية يخلُص"

غلوريا بو خليل
زمن الصّليب، زمن النهائيّات الّذي تُسلّط الكنيسة من خلاله الضّوء على أهميّة الصّليب الّذي يوصل الإنسان إلى الخلاص. فإن عرف الإنسان أن يثبت إلى النّهاية موجّهًا أنظاره إلى صليب سيّدنا يسوع المسيح المنتصر على الموت، سيرث حينها الملكوت.

 

في إنجيل اليوم، وردًّا على سؤال تلاميذه عن علامة مجيئه ونهاية العالم، حذّرهم يسوع بأنّ كثيرين سيأتون بإسمه ويضلّلونهم، سائلًا إيّاهم ألّا يرتعبوا من الحروب الّتي ستغزو العالم، فهي لن تكون النّهاية إنّما بداية الأوجاع، "ستقوم أمّة على أمّة ومملكة على مملكة، وتكون مجاعات وزلازل في أماكن شتّى، وهذا كلّه أوّل المخاض" (متى 24 : 7). كما نبّههم يسوع إلى ما سيؤول إليه حالهم من ضيق وقتل وبغض من أجل إسمه. ولم يكتفِ يسوع بهذا، بل أخبرهم أيضًا بأنّ الإثم سيكثر وينتشر في العالم أجمع، وسيرتدّ الكثيرون عن الإيمان وتخفّ المحبّة بين النّاس.

صورة ضبابيّة سوداء أنبأنا بها المسيح في ذاك العصر، وها نحن اليوم نعيشها ونختبرها. صورة عايشتها الكنيسة على مرّ العصور، إلّا أنّها صمدت واستمرّت وستستمرّ، فأبواب الجحيم لن تقوى عليها بفضل قدّيسين مؤمنين لطالما كانت أنظارهم شاخصة نحو الصّليب، يشهدون للمسيح ويعلنون ملكوت الله. فمهما كثر الفساد والفاسدون، تظلّ نعمة المسيح ورحمته أكبر، فهو القائل "من يثبت إلى النّهاية يخلص" (متى 24: 13).