"مملكة الشّمس" تغيب عن الإتحاد الأوروبي
من المعلوم أن انضمام بريطانيا الى الإتحاد الأوروبي كان متأخراً لعدم إيمان المملكة بأهداف هذا الإتحاد وعدم اعترافها بأهميّته، ولفت مستشار وزير الإقتصاد البروفسور جاسم عجاقة الى أن "كبرياء" بريطانيا التاريخي كان أحد الأسباب التي دفعتها الى فكّ القيود كافة.
وأوضح عجاقة في حديث لموقع "نورنيوز" الإخباري، أن عوامل اقتصادية عدّة أثّرت على قرار بريطانيا ودفعتها الى الإنفصال عن الإتحاد الأوروبي، فالرأي العام البريطاني يحمّل أوروبا مسؤولية عدم نمو الإقتصاد وبالتالي عدم توفر فرص العمل لاستيعاب اليد العاملة البريطانية.
كما أشار عجاقة الى أن الإتحاد الأوروبي شرّع الأبواب أمام الهجرة الأوروبية، ما أثار غضب اليد العاملة ودفعها الى المطالبة باستفتاء لفصل بلادها عنه، مؤكّداً أن اللّجوء السّوري الى بريطانيا والأعمال الإرهابية التي نتجت عنه، كتفجير بروكسل، أدّت أخيراً الى الإنفصال "المنتظر".
أما عن تداعيات هذا القرار، فأوضح عجاقة أن انفصال المملكة المتحدّة عن الإتحاد الأوروبي أدّت الى بلبلة اقتصادية عالمية تمثّلت بهبوط هائل لقيمة الجنيه الاسترليني (1500 نقطة)، وهبوط اليورو الملحوظ 3.5) يورو من قيمة كل 100 يورو(، وارتفاع في قيمة الين سيؤثّر سلباً على الإقتصاد الياباني.
وأضاف عجاقة أن هذا القرار سيؤثّر على الإقتصاد اللبناني من جهة بسبب تدني قيمة التحويلات المالية التي يرسلها المهاجرون من بريطانيا الى ذويهم في لبنان، وعلى المصارف ذات الإستثمارات المقوّمة بالجنيه الاسترليني من جهة أخرى. كما سيكون لهذا القرار تداعيات سلبية على أسواق الذهب والفضة بسبب ارتفاع أسعارهما.
في النهاية، تجدر الإشارة الى أن قرار الإنفصال لن يكون فاعلاً قبل مدّة تتراوح بين الخمس والسّت سنوات، لما تفرضه المادة 50 من معاهدة الإتحاد الأوروبي من مفاوضات، ومع انتظار التطبيق الفعلي لهذا القرار، هل سنشهد تغييرات جديدة بالسّياسات العالمية؟