"ماذا سيحدث لو تعاملنا مع الكتاب المقدّس كما نتعامل مع هواتفنا الخلويّة؟"
ها هو إذًا البابا فرنسيس اليوم يسعى إلى نقر ضمائرنا وحثّ قلوبنا على التّخلّي عمّا يبعدنا عن الله وعلى التّحلّي بما يسلّحنا لمواجهة الشّرّ والخطيئة.
واضعًا كلامه في إطار زمن الصّوم المبارك، رفع الحبر الأعظم الصّوت ليخدش جهلنا وطيشنا سائلًا: ماذا سيحدث لو تعاملنا مع الكتاب المقدّس كما نتعامل مع هواتفنا الخلويّة؟
هل فّكرنا يومًا، نحن الضّعفاء في الإيمان بهذه الإشكاليّة؟ هل ترافقنا والكتاب المقدّس في مشاويرنا؟ هل عدنا يومًا إلى المنزل مسرعين لجلب الكتاب المقدّس إذا ما نسَيْناه؟ هل ينام الكتاب المقدّس تحت وسادتنا طوال اللّيل؟ هل نحدّق بالكتاب المقدّس كما نحدّق بالشّاشة؟ هل ننتظر رسائل الرّبّ كما ننتظر رسائل الأصدقاء؟ هل نتصفّح الكتاب المقدّس كما نتصفّح مواقع التّواصل الإجتماعيّ؟
قد تأتي الأجوبة النّافية بسرعة وخجل، فقلائل نحن الذين نسمح للرّبّ أن يخاطبنا عبر الكتاب المقدّس، فكلّما ضلّنا الشّكّ أم زعزعنا الشّيطان أو رمتنا الخطيئة في هاوية الهلاك، هي وحدها كلمة الله التي تنتشلنا سالمي الجسد والنّفس.
في أيّام الصّوم المباركة، لتكن إماتاتنا مبنيّة على التّغيير في أسلوب حياتنا، فإلى جانب الامتناع عن أكل الحلويات أو طعامنا المفضّل، لنغذِّ أرواحنا بكلام الرّبّ ولنخصّص يوميًّا وقفات مقدّسة نقترب فيها من يسوع المسيح الذي فدى نفسه من أجل خلاصنا على الصّليب...