«لَو كُنْتِ تَعْرِفِينَ عَطِيَّةَ الله، ومَنِ القَائِلُ لَكِ: أَعْطينِي لأَشْرَب، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا»
حقيقة واحدة أدركها القدّيس أغسطينس وقدّيسون كثيرون وهي إدراك حقيقة الله في ذاتنا الدّاخليّة، عبث أن نبحث عن الله
في عالمٍ خارجيّ، وفي ظهوراتٍ بعيدة عن اختبارنا الشّخصيّ، لأنّ الله الّذي أوحى بذاته في العالم أراد لنا أن ندركه حقيقةٌ، نختبرها في ذاتنا الدّاخليّة، أخطأ كثيرون من الفلاسفة باعتقادهم أنّنا ندرك حقيقة الوجود ونحن في اغترابٍ عن الذّات الدّاخليّة، لأنّ الحقيقة تنبع من الدّاخل الّذي زرع فيه الله احتمال معرفته واختباره، بفعلٍ واحدٍ وهو انفتاحٌ داخليٌّ يستوعب عمله وكلمته الّتي حقّقت مشيئته في العالم على أن تتحقّق في ذواتنا، بفعل حرّ يوحّد ذاتنا الإنسانيّة بفعل الله الخارق فنطلب عطيّة الماء الّذي يعطي الحياة ويجدّدها.