ثقافة ومجتمع
14 أيلول 2016, 11:30

"فيروز..."

ماريلين صليبي
أراد القلم وصفها.. فنفض غبار الابتذال عن ريشته، سمّر بيت الحبر على يمينه ليرتوي منه كلّما شحّت الكلمات ويبس الفكر وعطش اللّسان، استدعى أفكاره في خلوة يخرج بعدها بكلام بديع يليق بها، حاول الكتابة طويلًا معبّرًا عنها إلّا أنّه حفر أخيرًا: فيروز...

 

هي كلمة واحدة قطرت من القلم لتختصر عملاقة الغناء والمسرح، كلمة وقعت وحيدة لعجز أخواتها عن وصف سفيرة النّجوم، فمهما كثر الكلام يبقى قليلًا ومهما علا شأنه تبقى كلمة واحدة هي الأسمى والأرقى والأحقّ: فيروز...

طبع القلم "فيروز..." إلّا أنّه لم يكتفِ، أراد استكمال رحلة استكشاف كلام معسول يعطي أيقونة الفنّ حقّها، غطّس رأسه في الحبر غير مدرك من أين يبدأ الوصف:

فعند الصّباح الباكر، فيروز...                      

مع كلّ إشراقة شمس، فيروز...

مع زقزقة العصافير، فيروز...

للحنين إلى الأصالة، فيروز...

للعودة إلى الفنّ العظيم، فيروز...

للسّكرة بالنّغم البديع، فيروز...

مع المسرح الرّحبانيّ، فيروز...

للغرام والعشق والغزل، فيروز...

للوطنيّة والحرّيّة والصّمود، فيروز...

للصّلاة والخشوع والإيمان، فيروز...

للبنان إذًا، فيروز...

 الحبر عندها شحّ تمامًا واختفى، فأدرك القلم أنّ بكلمة "فيروز..." انتهى ما أمل قوله وانتهى معه كلّ كلام...