ثقافة ومجتمع
13 نيسان 2015, 21:00

"فرح العطاء" وجمعيات مدنية أحيت ذكرى الحرب

(النهار - بيروت) تنوعت احتفالات الجمعيات المدنية في ذكرى الحرب الأهلية أو حرب الآخرين على لبنان كما يسميها غسان تويني، لكنها اختلفت عن الأعوام الماضية لأنها حملت في مضامينها رسائل خوف من الفراغ الرئاسي، وواقع الارهاب والفساد، ومن استمرار المتاريس النفسية ونبذ الآخر. وكثفت مؤسسات المجتمع المدني تحركها السلمي الرافض لتوغل "بوسطة عين الرمانة" في نفوس اللبنانيين أو حتى في أي من شوارعنا.

وجددت جمعية "فرح العطاء" تجمعها السنوي التقليدي أمام المتحف الوطني رفضاً لبقاء 13 نيسان في ذاكرة اللبنانيين عن الحرب والمأساة. واللافت في احتفال هذه السنة مبادرة شبابية أطلقها تجمع وحدتنا خلاصنا لمشروع "نتذكر وننطلق" يستمر سنة كاملة أي من 13 نيسان 2015 الى 13 نيسان 2016 .
وتتخذ المبادرة كما شرح لنا شاب وشابة من التجمع شكل نداءً الى "كل الأفراد والجمعيات والمؤسسات المدنية المكونة للمجتمع، للمشاركة في هذه الورشة، التي نريدها وطنية في مجالات عدة منها السياسة، الاعلام، التربية، القضاء، الأمن، الملفات العالقة من الحرب الأهلية، المشكلات النفسية، تغيير الذات على صورة التغيير الذي نريده للوطن، الفنون، والسلم الأهلي".
"رجعّ ألوان لبنانشعار تصدّر مدخل المتحف في ظل قوس قزح ينقسم الى نصفين، نصف أول بالأسود والأبيض كما حال لبنان اليوم ، ونصف آخر ملون يرمز للحياة والفرح. وعلى يمين هذه اللافتة الطويلة، صورة لكراسي مجلس النواب فارغة وتعليق واضح 128 ممثل" وفي أقصي اليمين صورة تحكي 13 نيسان.
وفي البرنامج الذي قدمه الاعلامي ايلي أحوش، اطلالة روتينية متكررة لرجال دين مسيحيين ومسلمين يجلسون في الاحتفال. لم ترسم كلمة اللقاء الروحي خريطة الطريق التي يجب أن يتبعها رجال الدين في لبنان لتأدية دور موضوعي انقاذي للبنان وأبنائه. فقد غرق الشيخ محمد علي الحاج العاملي بالوجدانيات بينما أقحم الشيخ أياد عبد الله نفسه في تقويم قضايا سياسية ساخنة بدأت بالطائف فاستخراج النفط متناسياً دوره ودور رجال الدين في ضرورة تبريد القلوب المحقونة بالطائفية.
وكانت محطات مميزة في الاحتفال، تمثلت باداء مميز لجوقة الفيحاء ولوحات راقصة وكلام لاذع وساخر عن واقعنا المسيّس والطائفي للممثل جورج خباز. وتخلله عرض مسرحي من تأليف جيزيل هاشم زرد عكس تاريخ الحرب اللبنانية ومحطات مفصلية فيه، من هجرة الشباب، شرذمة أبناء الوطن، فأهمية انتخاب رئيس للبلاد وصولاً الى رقصة وطنية للشباب والشابات جسّدت وحدة الجيش وبطولته.
واللافت أيضاً في هذه الذكرى وجود رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد حلواني بديناميتها المعتادة. حملت مجموعة ملصقات عن حملة "أربعين الحرب" وهي حملة أرادتها اللجنة لتجسد أربع صور الأولى سألت عن "مفقودي لبنان وين"، الثانية عن "حكام لبنان وين"، الثالثة عن "مواطني لبنان وين"، والرابعة عن "أولاد لبنان وين". في موازاة الحملة، ستتابع حلواني مشروع القانون الخاص بالمخفيين والمفقودين قسراً في لبنان ليتابع مساره حتى اقراره في مجلس النواب.
في المكان نفسه، أقامت مجموعة من الجمعيات احتفالاً للمناسبة حضره النائب سيمون أبي رميا والذي انطلق بوضع اكليل على ضريح الجندي المجهول. ثم انطلقت مجموعة من الدراجين ومحترفي الدراجات النارية في مسيرة سلمية الى ساحة رياض الصلح لملاقاة أهالي المفقودين. وقبل الانطلاق كانت كلمة لاحدى الجمعيات المشاركة وهي جمعية لوغوس والتي تحدث باسم رئيسها زياد عبس تلاها كلمة لأبي رميا.
وقبل مغادرتنا درج المتحف، استوقفنا حيدر عماشة وهو مقاتل سابق في الحرب فأخبرنا أنه شارك في احتفال اطلاق "جمعية محاربين من أجل السلام" والتي رعت اطلاقها وزيرة المهجرين أليس شبطيني في نادي الصحافة من أجل استخلاص العبر والدروس ونبذ أعمال الحرب، وتحذير الطلاب والأجيال الجديدة من مساوئ اللجوء الى حمل السلاح. وتحدث في المؤتمر، الى شبطيني كل من المقاتلين السابقين زياد صعب، المهندس أسعد الشفتري وعضو الجمعية ليال أسعد.
وقال عماشة لـ"النهار" إن لبنان هو في وضع افضل مشيراً الى "ان واقع الانقسامات بين اللبنانيين ليس في الشارع بل هو ناتج عن حال تعكسها وسائل الاعلام. ولم ينكر أن ثمة صراعاً سياسياً في لبنان يصطدم برجاء شعبي رافض لهذا الواقع.
وكان تلامذة مدرسة الجمهور تجمعوا تحت جسر فؤاد شهاب رفضاً للحرب، وكتبوا شعارات تدعو الى رفض الحرب وبناء لبنان الديموقراطي العلماني.