دينيّة
06 تشرين الأول 2017, 13:00

"طوبى للّذين آمنوا ولم يروا"...

ميريام الزيناتي
"إذا لم أُبصِرْ أَثَرَ المِسمارَين ِفي يَدَيهِ، وأضَعْ إصبعي في مَكان ِ المِسمارَين، ويدي في جَنْبِه، لن أُومِن" (يو: 20/25 ، قال توما للرّسل لمّا أخبروه بأنّهم رأوا يسوع. تغلّب الشّكّ على تلميذ المسيح وأنساه إيمانه بالقيامة، فأين نحن اليوم من هذا الإيمان وهل نشبه توما في أعماقنا؟

رافق توما يسوع خلال مسيرته الأرضيّة، استمع إلى تعاليمه وحفظ وصاياه، هو الّذي عارض التّلاميذ حين حاولوا ردع المسيح عن التّوجّه إلى بيت لعازار خوفًا من أن يرجمه اليهود، قائلًا: "لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه"، مؤكّدًا محبّته غير المحدودة ليسوع ودعمه الكامل لتعاليم المعلّم واستسلامه لإرادته.

توما هو التّلميذ الّذي سأل يسوع "يا ربّ، انَّنا لا نَعرِفُ إلى أينَ تَذهَب، فكيفَ نَعرِفُ الطَّريق؟" (يو: 14/5)، ليجيبه يسوع "أنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمضي أَحَدٌ إلى الآبِ الاَّ بي"  (يو: 14/6)، مؤكّدًا مرّة أخرى رغبته بمرافقة إلهه واتّباع طريقه.

توما نفسه الّذي شدّد على مرافقة المسيح في أكثر من مناسبة، توما الّذي أصغى إلى تعاليم يسوع خسر، في لحظة شكّ، إيمان التّلميذ بمعلّمه وأخذ يبحث عن دليل يؤكّد هويّة الإله.

هكذا هم بعض المسيحيّين اليوم، بالرّغم من تعاليم الكنيسة كافّة، وبالرّغم من كلّ ما ورد في الإنجيل، يجدون أنفسهم غارقين في الشّك، فينتظرون أعجوبة من هنا وظهورًا من هناك ليرسّخوا إيمانهم وكأنّ الله لم يظهر لهم نفسه بالقربان المقدّس وكأنّهم لم يُصغوا يومًا إلى تعاليمه، فلنضع ثقتنا العمياء بيسوع ولنبتعد عن الشّكّ، فـ"طوبى لِلَّذينَ يؤمِنونَ ولَم يَرَوا"" (يو: 20 /29).