"زهرة الإحسان".. دير ومدرسة ذو تاريخ عريق
تأسّس دير ومدرسة "زهرة الإحسان" في الأشرفيّة عام 1880، واكتسبا الاسم من الجمعيّة الخيريّة الأرثوذكسيّة الّتي أسّستها إميلي سرسق والّتي كان عملها يقوم على تربية الفتيات اليتيمات والفقيرات على السّلوك الاجتماعيّ ومبادئ الإيمان الأرثوذكسيّ.
كانت الأخت مريم جهشان وراء فكرة تأسيس المدرسة، فبدأت الجمعيّة كميتم صغير تحوّل مع مرور الوقت إلى مدرسة خاصّة للبنات فأخرى مختلطة. عام 1880، استأجرت الأخت مريم منزلاً وحوّلته إلى مدرسة، ولكن مع زيادة عدد التّلميذات، قدّم كلّ من المطران غفرائيل شاتيلا ومتروبوليت بيروت جيراسيموس مسّرة قطعتين من الأرض بُني عليهما الدّير والمدرسة.
تأسّس النّظام الرّهبانيّ في الدّير بعد مرور 17 عامًا على تاريخ تأسيس المدرسة، فبعد أن واجهت الأخت مريم عوائق إدرايّة منعتها من أن تصبح رئيسة الدّير، سمح بطريرك أنطاكيا ملاتيوس الدّوماني بتأسيس دير "زهرة الإحسان" عام 1897. ينصّ قانون الدّير على قواعد مختلفة: الأولى تُفيد أنّ الرّهبنة تنتمي إلى نساء جمعيّة الإحسان الأرثوذكسيّة تحت رعاية القدّيسة كاترينا وحمايتها، أمّا القاعدتان الثّانيّة والثّالثة فتُفيدان أنّ المدرسة هي مكان سكن الرّاهبات، وأنّ الرّهبنة تابعة لأبرشيّة بيروت الأرثوذكسيّة وخاضعة للمتروبوليت في ما يخصّ الشّؤون الرّوحيّة والأمور المدرسيّة التّعليميّة.
من جهة أخرى، تتميّز كنيسة الدّير والمدرسة بحجمها الكبير، فقد وُسّعت في الماضي لتتناسب مع حجم المدرسة والرّعية المجاورة. وفي جهتها الشّرقية، يرتفع إيقونسطاس صُنع من الحجر رُفعت عليه أيقونات معاصرة مثل أيقونات القدّيس يوحنّا السّلميّ والنّبيّ إيليّا في الصّحراء، والمسيح الضّابط الكلّ.
137 سنة مرّت، والدّير والمدرسة لا يزالان صامدين يشهدان على تاريخ عريق ما توقّفت الرّاهبات عن إبرازه في مسيرة كانت قد بدأتها الأخت مريم جهشان. فهنّ اليوم وبشفاعة القدّيسة كاترينا، يعملن على تربية أجيال تربطها المحبّة ويرسّخها الإيمان ويثبّتها الرّجاء، أجيال تفتخر بها الكنيسة ويعتزّ بها الوطن، أجيال "زهرة الإحسان".