ثقافة ومجتمع
19 نيسان 2016, 15:10

#زحمة #السّير ستستمرّ حتّى..

ماريلين صليبي
"معقول #ساعتين من #ضبيّة للذّوق؟"، "#هلِكْنا اليوم شي كتير هيك!"، "في أحلى من #لبنان: أعصابك مرهونة من #زحمة #السّير، تضييع الوقت على الطّريق، وتحمَّل يا لبناني شو بدَّك تتحمَّل فوق الأزمة المعيشيّة الضّائقة!"

بهذه العبارات عبّر اللّبنانيّون عن استيائهم من زحمة سير خنقت معظم الطّرقات السّاحليّة وسكبت كيلًا من التّعب في وعاء صبر المواطنين. قد لا تكفيهم وظائفهم ولا همومهم العائليّة ولا أوضاعهم المعيشيّة ولا الطّقس الحارّ، لتحلّ اليوم زحمة السّير، وبنكهة تخطّت المعتاد، ضيفةً غير مرحّب بها.

تعود أسباب الزّحمة، التي ما عدنا نتفاجأ بمشاركتها مشاويرنا، إلى كثرة عدد السّيّارات بالمقارنة مع مساحة لبنان الصّغيرة، وإلى عجلة المواطنين وغياب الوعي في قيادتهم، وإلى غياب وسائل النّقل العامّة المتحضّرة، وإلى أشغال غير منظَّمة على الطّرقات.

من هنا، فإنّ هذه الأعمال التي تقوم الدّولة ببسطها على الأراضي، من المفترض بها أن تُحسّن وضع الطّرقات والمسالك؛ أمّا في لبنان، فوزارة الأشغال العامّة والنّقل سبّبت بهذه الأعمال ازدحامًا شديدًا في حركة السّير، منتقلةً بذلك من مشكلة إلى أخرى أسوأ، وطبعًا بدون إيجاد حلول جذريّة. 

ما عانى منه المواطنون اليوم في الشّوارع أمر غير مقبول في بلدٍ مشاكله لا تنتهي وأزماته لا حلّ لها. فالاعتذار التي تقدّمت به وزارة الأشغال العامّة والنّقل لم يحل دون نفاذ صبر اللّبنانيّين الذين سئموا من هذا الكابوس الذي بات شبه يوميّ، فهل باتوا يفضّلون خمول الدّولة ولا مبالاتها وحُفَرها على الأشغال والتّغييرات؟