ثقافة ومجتمع
26 أيلول 2016, 13:00

"العالم المنفتح يبدأ بفكر منفتح"

ماريلين صليبي
"العالم المنفتح يبدأ بفكر منفتح"، بهذا وحده نصل إلى السّلام المرجوّ والعطاء السّخيّ والمحبّة المستدامة.


"أنا أنتمي إلى عرق أصوليّ صافٍ"، "أنا أنتمي إلى أفضل شعب على كوكب الأرض"، "أنا أكره ذاك الشّعب"... كثيرًا ما نسمع أناسًا يردّدون هذه العبارات، عبارات تُطرَح حولها تساؤلات تضع صحّتها في خانة الشّكّ.
جميلٌ هذا الانتماء الذي يشعر به النّاس تجاه أرضهم وأصولهم، جميلةٌ أيضًا هذه العزّة التي تُنعش أفكارهم وهذه المفخرة التي تزيّن أطباعهم؛ إلّا أنّ المحبّة والانفتاح والأخوّة عناوين تُعدّ الأجمل لاختبارها تجاه الآخرين.
خلق الله آدم وحوّاء لتنبثق منهما البشريّة جمعاء؛ لذلك، فإنّ كلّ الشّعوب المتقاسمة خيرات هذه الأرض الطّيّبة إخوة في الإنسانيّة، تربطها خيطان القرابة، تتشابه في تفاصيل دقيقة عدّة، يجري في عروقها الدّمّ نفسه، تُنسج بينها علاقات سلفيّة وطيدة، ليكون العالم بذلك قرية كونيّة واحدة مقسومة إلى جماعات قوميّة مختلفة-متشابهة في آن واحد.
شخصيّات النّاس إذًا مبانٍ جامدة وعالية مزروعة في كلّ مكان. هي مبانٍ مجبولةٌ أتربتُها بالجهل، مكوَّنةٌ من حجارة التّربية المتعصّبة، مغطّاة بغبار البغض والأحقاد القديمة. هي بنايات تُحرق من حولها كلّ خضار محيٍ وتذبل كلّ زهرة أمل فوّاحة.
فللوصول إلى السّلام الذي نطمح به جميعنا، علينا تدمير هذه الشّخصيّات المتجمّدة، واستحداث ورشة بناء جديدة فيها يكون الاختلاف غنًى لا خلاف.