"السّياحة في لبنان".. فصلٌ محذوف من الكتب الحياتيّة
عن أيّ اقتصاد لبنانيّ تتكلّم إذًا هذه الكتب الجديدة-القديمة؟ أيّ خدمات أو تجارة أو سياحة تعكس بكلماتها وجملها وعناوينها العريضة؟
خدمات أوّلًا لا تخدُم، فهي قلّما توجَد أساساتها: لا كهرباء ولا مياه ولا بنى تحتيّة ولا راحة ولا رفاهيّة.
تجارة ثانيًا لا تبادَل، فهي قلّما توجَد موادّها: لا صناعة ولا زراعة ولا استيراد ولا تصدير ولا موادّ أوّليّة.
سياحة ثالثًا لا تشُعّ، فهي قلّما توجَد مقوّماتها، سياحةٌ تألّقت سابقًا وغابت، وفي اليوم العالميّ لها لا بدّ من التّوقّف عندها لبنانيًّا:
هو بلد الفصول الأربعة، بلد المسافات القصيرة، إذ تلامس يديّ السّيّاح في أعلى القمم الجبليّة نقاء الثّلج الأبيض لتُبَلّ من مياه البحر الدّافئة في اليوم القصير الواحد.
هو بلد المعالم التّراثيّة والهندسة المزخرفة والجمال الطّبيعيّ، بلد الأصالة والسّهر والحياة اللّيليّة الصّاخبة، بلدٌ ليس بصعب أن يُتوَّج على عرش الجمال الجغرافيّ.
إلّا أنّ هذا "البلد الأخضر" حرقت غاباته حرارة طقسه المتقلّب وحرقت سيطه العظيم حرارة الحروب الأمنيّة الصّامتة-الصّارخة، غلّفه الفساد الإداريّ والاجتماعيّ لتضيع سياحته كما ضاعت خدماته وتجارته، علّ يعود مجد الماضي، هذا المجد الذي ترفض الكتب المدرسيّة محوه ونسيانه.