ثقافة ومجتمع
17 تشرين الثاني 2015, 22:00

"الإسلاموفوبيا" تعود إلى أوروبا..

ماريلين صليبي
لم يطب بعد ألم الأوروبيين والغربيين، فهم لا يزالون يلملمون جراحهم بعد الأعمال الإرهابية التي تعرّضوا لها منذ ١٤ عاماً، فلم يكد الغرب أن يخرج من صدمة أحداث ١١ سمبتمبر/ أيلول ٢٠٠١ المدويّة حتى تلقّى الضربة القاضية في ١٣ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠١٥.

 أحداث كانت كافية لرمي بذور كراهية الإسلام داخل قلوب الغربيين، ولزرع عداء موجّه ضد هذه الديانة السماوية، ولحصد الرفض القاطع لمعتنقيها.
أحداث تعزّزت مشاعر سلبيّة ضد الدين الإسلامي وتبلورت من خلالها نظرات قادحة للمسلمين الذين يعتبرهم الغربيون والاوروبيون كتلة جامدة غير قابلة للتغيير، لا قيمة لها ولا ثقافة.
ها هي ظاهرة الـ "إسلاموفوبيامخافة ورهاب الإسلام، تعود إلى المجتمعات الأوروبية والغربية لتخلق حالة من العنصريّة بين المسلمين والعرب من جهة والأوروبيين والأمركيين من جهة أخرى.
ها هو شبح الـ"إسلاموفوبيا" يرفرف مجدداً، فالقلق يغزو القلوب والمخاوف تزداد مع تزايد الهجمات الإرهابية.
من هنا، أيُعقل ألّا ينتهي هذا الفصل من فصول تأزّم العلاقة الإسلامية-الغربية أبداً؟ هل هو بداية حرب فكرية ومعنوية ونفسية لا متناهية يشنّها الغرب ضد المسلمين وتنتج عنها موجات من الممارسات العنصرية التمييزية ضدّهم؟
الجواب عن هذا السؤال يبقى سرّ الأيام المقبلة. ولكن، في سياق متوازن، باشرت الحكومات الأوروبية بتعزيز عقدة التمييز ضد العرب، بفرض قيود جديدة لوقف تدفق اللاجئين السوريين عن طريق إغلاق الحدود ونقاط العبور الأساسية لتضييق الخناق عليهم، مخافة تسلّل مسلّحين من تنظيم داعش وسط موجات اللاجئين.
هذا الخوف العدائي من المسلمين تجسّد أيضاً بقرار فرنسا إغلاق المساجد المتطرّفة وتجريد الإسلاميين مزدوجي الجنسية من جنسيتهم الفرنسية وترحيلهم.
بالتالي فإن دول أوروبا اتخذت بمعظمها القرارات الحازمة والصارمة بحق العرب والمسلمين.
هل سنشهد اذاَ، في الأيام المقبلة، حرباً باردةً بين الشرق والغرب؟ هل بات مبدأ المحبة والأخوّة والتسامح الذي دعت إليه الديانات السماوية هامشياً وهل سيخسر معركته أمام التطرّف والتكفير والإرهاب؟