دينيّة
17 حزيران 2019, 13:00

"إنّنا بالنّسبة لله أثمن من أيّ شيء آخر"

ماريلين صليبي
"لكلّ فرد منّا قيمة لامتناهية بالنّسبة لله: نحن صغار تحت السّماء وضعفاء عندما تهتزّ الأرض، ولكنّنا بالنّسبة لله أثمن من أيّ شيء آخر".. هكذا غرّد البابا فرنسيس في يوم الرّبّ، أمس الأحد، لينثر زوّادة مثمرة تشبع أرواحنا طوال أسبوعنا المقبل.

 

بالنّسبة إلى الله، إنّنا نتحلّى بقيمة جوهريّة مميّزة، فلا صغرنا ولا خطايانا ولا ضعفنا ولا ضياعنا مادّة دسمة تُستغَلّ لزجّنا في خانة الخجل والوجع.

فالسّماء ترمق إلينا بعين حنونة تجعل من ضعفنا قوّة ومن صغرنا قيمة ومن خطايانا رحمة ومن ضياعنا برّ خلاص.

إنّ نفوسنا ثمينة جدًّا لدى الله، أثمن من أيّ شيء آخر، فمخلوقات الخالق عزيزة على قلبه، خصوصًا نحن البشر، الذي خلقنا على صورته ومثاله، ومنحنا الحكمة والنّطق مميّزًا إيّانا عن سائر المخلوقات.

المحبّة والتّقدير اللّذين يظهرهما الرّبّ إلينا لا تقيّدهما حدود ولا تحدّهما نهاية، فالمسيح يسوع يزيل غبار الخطيئة ليدفع بنا إلى مراتب عالية في الإنسانيّة.

ثقتنا بنفسنا هاجس أساسيّ عند المسيح، فهو يحاول نثر غطائه المحيي فوق أكتافنا الخاطئة من أجل مدّنا بالقوّة والصّمود. الرّبّ حاضر إذًا لانتشالنا وإعادة توازن حياتنا، عندما تهتزّ الأرض فيظهر ضعفنا جليًّا.

أمّا نحن، وبمقابل هذا التّواضع الإلهيّ، نبادر إلى التّصرّف مع الآخر بفوقيّة وتكبّر، فنرى بضعف أخينا في الإنسانيّة فرصة للتّعالي وقلّة الاحترام.

فلتكن إذًا كلمات الحبر الأعظم فرصة للتّجدّد بالإيمان لنرى الآخر كبيرًا في أعيننا المُحبّة...