ثقافة ومجتمع
15 كانون الأول 2015, 15:15

"إرتفاعات" مجيدة..

في زمن الأعياد المجيدة ومع اقتراب يوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري أي يوم ميلاد سيّدنا يسوع المسيح وتجسّده، تنطلق سلسلة الـ"إرتفاعات" وسط البلد من جهة وفي فؤاد المسيحيين المؤمنين من جهة أخرى.

ففي هذا الشهر الفضيل ترتفع الأشجار الميلاديّة في مناطق عّدة، وترتفع الزّينة والأضواء لتنير دروب الظّلمة ليكون هذا العيد نورًا وأملًا للجميع.

ترتفع في هذا الزّمن المبارك أيضًا أيادي المؤمنين طالبين التوبة ومغفرة الخطايا. وترتفع الصّلوات والأناشيد المرنّمة لاستقبال الطّفل يسوع في الأجساد والنّفوس باستعداد طاهر.

كما ترتفع المعنويّات قرابة هذا العيد المجيد. وترتفع مشاعر الودّ والمحبّة وأحاسيس الفرح والأمل والتّفاؤل.

فلهذه الأيّام المجيدة إذًا طعم خاصّ ورونق مميّز ولمسة فريدة وجماليّة ساحرة ونقاء داخلي وخارجي.

من جهة مقابلة، يرتفع في زمن الميلاد المبارك عناء زحمة السير الخانقة. وترتفع أيضًا أسعار المأكل والمشرب والملبس. ومن هنا ترتفع حالات التفاوت بين الطبقات لتظهر بوضوح أكبر.

فتحضيرات هذا العيد المجيد المفعمة بالفرح والبهجة، تكون في الوقت نفسه باهظة التّكاليف، خصوصًا وأنّ المحالّ التّجاريّة تستغلّ هذه المناسبة لكسب أرباح تجاريّة كبيرة تحرّك عجلة الاقتصاد الراكدة، ما يُشعر الكثيرين بالقلّة والحاجة؛ فالغلاء يمنعهم من أن يتزيّنوا بأجمل حلّة لاستقبال طفل المغارة.

في الوقت الذي يستيقظ فيه أطفال في صباح يوم العيد، مهرولين نحو الشجرة المزيّنة ليجدوا هدايا  ثمينة تتلألأ مشعّة أسفلها، يستيقظ  آخرون على الحسرة والألم، فهم سيركضون صوب الشجرة ليلاقوا الحرمان والأسى مدوّيينِ جليّينِ!

نحن اليوم بحاجة ماسّة، في بلد يشهد إرتفاعًا بارزًا للأسعار في ظلّ تدهور وانحطاط وانحدار على المستويات كافّة،  إلى جوهر هذا العيد المجيد ليُشعّ الأمل ويزرع الفرح في قلوب الجميع، فقراء وأغنياء، علّه يرفع أحوال اللّبنانيّين ويرفع هذا الوطن عاليًا ليطال الطمأنينة والسّلام.