دينيّة
14 كانون الأول 2019, 14:00

يوحنّا الصّليب: "وحدها محبّة الصّليب تقود إلى عرش الله"

ماريلين صليبي
هو يوحنّا الصّليب، القدّيس والشّفيع والمعلّم الذي نحتفل اليوم بعيده المبارك.

 

هو الذي منذ أن سيم كاهنًا والتقى الأم تريزا الآفيليّة حتّى جعل عاصفة الإصلاح تهبّ في أرجاء الحياة الرّهبانيّة بفضل صلاحه وإيمانه وحكمته.

أديرة ومعاهد أُسّست على يده بحجارة المحبّة ليعيَّن على عدد كبير منها حملت اسمه، رئيسًا رفع موجة التّغيير العاتية.

الخطف لاقاه، فالمعلّم في الإيمان، والشّاهد للإله الحيّ حمل الصّليب، وتألّم بالقساوة والإهانات بشوق إلى الآلام لا يفوقه اشتياق.

لكنّه لم يتوقّف عن أداء المسيرة الإصلاحيّة، فبعد هروبه من السّجن، أكمل يوحنّا الصّليب ما بدأه بقلب سخيّ، عامر الحبّ، يفيض فرحًا في العذابات البليغة والأحزان الشّديدة.

وها هو المرض يخطفه من الحياة الأرضيّة، ليلاقي البيت السّماويّ طوباويًّا فقدّيسًا فـ"معلّمًا للكنيسة جمعاء".

حياة المحبّة والتّضحية عاشها إذًا يوحنّا الصّليب، هي حياة التّقشّف والإماتة والتّجرّد عن كلّ شيء، حياة عشق فيها الصّليب عشقًا جسّده بوصيّة نحملها زوّادة في عيده: "وحدها محبّة الصّليب تقود إلى عرش الله، وعلى هذه المحبّة سوف نُحاسَب عند الغروب"...