ثقافة ومجتمع
11 أيار 2020, 13:00

"ينعاد على أمّاتكن جميعًا"... مجدّدًا والسّبب؟

ماريلين صليبي
"يُحتفل اليوم في العديد من البلدان بعيد الأمّ. أرغب في أن أذكر جميع الأمّهات بامتنان ومحبّة، موكلًا إيّاهنَّ إلى حماية العذراء مريم أمّنا السّماويّة. نذكر أيضًا الأمّهات اللّواتي يرافقننَ من السّماء"... هي تغريدة للبابا فرنسيس ومعايدة خاصّة لأمّهات العالم في عيدهنّ المبارك أمس الأحد.

قد تتفاجأون بتوقيت وتاريخ معايدة البابا فرنسيس للأمّهات، لأنّنا في لبنان، اعتدنا، منذ أن أبصرنا النّور، على الاحتفال بعيد الأمّ في الـ٢١ من آذار/مارس، غير أنّ عددًا كبيرًا من البلدان بينها الولايات المتّحدة وكندا وألمانيا يعتمد الأحد الثّاني من أيّار/ مايو للاحتفال بعيد الأمّ.

هو تاريخ سنسير عليه منذ الآن فصاعدًا، لأنّ ما قبل أزمة الدّولار ليس كما بعده، فما الرّابط بين عيد الأمّ والدّولار؟

في شهر آذار/مارس من كلّ عام، يستورد لبنان في عيد الأمّ ما يقارب الـ٨٠٠ ألف زهرة غالبيّتها من الورد لأنّ موسم الورد البلديّ والزّهور لا يكون قد بدأ بعد في لبنان خلال هذه الفترة. والاستيراد يعني تلقائيًّا الدّفع بالدّولار، ما يعني أنّ الاحتفال بعيد الأمّ يُخرج من البلد ملايين الدّولارات.

لذا، وبهدف التّخفيف من هذه الخسارة، إقترحت نقابة مزارعي الزّهور والشّتول تغيير موعد عيد الأمّ في لبنان من ٢١ آذار/مارس ليصبح في ثاني أحد من شهر أيّار/مايو، الأمر الذي لم تمانعه الحكومة.

إذ في هذا التّاريخ يكون موسم الورد والزّهور قد بدأ في لبنان، ما يخفّف الحاجة إلى الدّولار ويدعم المزارع اللّبنانيّ الذي كان يضطرّ إلى إتلاف مليوني زهرة لقلّة الطّلب عليها في هذه الفترة من السّنة.

قد نحتاج إلى الوقت لنعتاد أنّ عيد الأمّ لم يعد مرتبطًا ببداية الرّبيع، لكنّ الفرصة تجدّدت هذا العام للتّعبير مجدّدًا لـ"ستّ الكلّ" بأنّ عيدها لن يمرّ من دون معايدة ومحبّة وإكرام، فينعاد على أمّاتكن جميعًا!