دينيّة
15 أيار 2022, 13:00

يا سيّدة الحصاد...

ريتا كرم
في خُضرة الرّبيع البهيّة وثماره الطّيّبة ووروده المتألّقة في بساتين الأرض، تتربّع اليوم العذراء ملكة في وسط شهرها المريميّ، لتبارك بشكل خاصّ المواسم والغلّات، في عيد تحتفل به الكنيستان المارونيّة والسّريانيّة: عيد مريم سيّدة "الحصاد" والمعروفة أيضًا بسيّدة "الزّروع" و"السّنابل" و"القمح".

 

يروي التّقليد المحلّيّ أنّه في هذا العيد، كان التّلاميذ في القرى يسرحون ويمرحون في الحقول، ويقطفون الورود ويحملونها إلى الكنيسة ما أن يبدأ المساء يغمز أولى ساعاته، فيضعونها أمام صورة أمّنا مريم حيث يتلون الصّلوات المريميّة في زيّاح يجمع كلّ أهل القريّة.

ويخبر أيضًا عن الفلاّحين الّذين كانوا يضعون وسط حقل المزروعات أيقونة العذراء ويتحلّقون حولها وفي أيديهم مسبحة الورديّة يردّدون على حبّاتها أبياتها الخمس قبل ختام صلاتهم بزيّاح يطلبون خلاله شفاعة العذراء لمباركة زرعهم قبل أن يحين موسم الحصاد وجمع الغلال.

اليوم، في عيدكِ الّذي يزيد هذا الشّهر المبارك فرحًا وسموًّا، نرفع إليكِ يا سيّدة الحصاد قلوبنا لتحوّليها إلى حقول خصبة لكلمة الحياة، وتجبلي تربتها فتعطي ثمارًا تنثر عبير طهركِ يا وردة مقدّسة وزنبقة مكلّلة بالمجد والغار.

إلى حضنكِ نلتجئ اليوم، لنستمدّ الحنان والطّيبة والقوّة فنجابه التّجارب والخطيئة صامدين في بستان الكنيسة، مستحقّين أخيرًا أن نقابل وجه الله يوم يدقّ موعد الحصاد.

في عيدكِ، نتلو مع الكنيسة المارونيّة هذه الصّلاة: "يا بستانًا أعطى العالم ثمرة الحياة، قولي لابنكِ يسوع، أن يبارك مواسمنا، وغلاّتنا وجهد أيدينا، ويزرع في قلوبنا ونفوسنا كلمته بشفاعتك المقبولة، وبواسطة العطور الّتي نقدّمها إليه في يوم تذكارِكِ. فنرفَع الحمد إلى الثّالوث المجيد: الآب والابن والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".