ثقافة ومجتمع
02 شباط 2016, 13:41

وهب الأعضاء: المسيحيون مدعوون ليكونوا أسخياء

كم هو مؤثر رؤيةُ دموعِ هذه المرأة الممتزجةِ بأحاسيسِ الفرح والحزن لدى سماع قلب طفلها الذي توفي بعمر السبعةِ أشهر ينبض في قلب فتاة صغيرة بعمر الأربع سنوات.هذا الفيديو المؤثر جداً يطرح أسئلة مهمة. فما هو رأي الله والكنيسةِ في موضوع وهب الأعضاء؟ وما هو مدى الوعي لأهمية وهب وزرع الأعضاء بين الناس؟

نطرح هذا الموضوع من زوايا عدة دينية وإنسانية وأخلاقية، فهو موضوع بات حاجة ملحة لتوجيه الناس نحو المبادرة إلى وهب أعضائهم خدمة لرسالة العطاء والبذل التي علّمها المسيح لشعبه.

إن كلَ إنسان هو كريم في عيني الله في كل مراحل حياته وبالتالي فإن استئصالَ الأعضاءِ لا يجوز أن يعرّض المُعطي للازدراء، كما أن زرع الإعضاء يجب ألاّ يُرتهنَ لا مادياً ولا معنوياً. فالكنيسة تؤمن أن التطوّر العلمي والتقني إنما هو من عمق الدعوة الإنسانية من أجل تحقيق الغايات السامية شرط ألاّ يتعارضَ ذلك مع كرامة الإنسان بكل أبعاده. فالانسان في جوهر كيانه، كخليقة الله، يتمتع بكرامة وقيمة وحرية ذاتية، ويستحق أن يُحترمَ في كل مرحلة من مراحل حياته.

تسمح الكنيسة باستئصال الأعضاء من المُعطي حياً كان أم ميتاً شرطَ موافقته أو موافقةِ ورثتِه أو أهله، على أن تطبق القواعدُ العلميةُ الطبية بمصداقية للتأكد من سلامة عملية الزرع على الإنسان، باستثناء الأعضاء التناسلية والدماغ. كما تركزّ الكنيسة أيضاً على الأطباء كي يحتكموا لعلمهم ولضميرهم كيما يحددوا حالة الموت الدماغي للواهب.

وتشير الكنيسة في تعليمها إلى أهمية التوعية على وهب الأعضاء بالطرق التربوية والبرامج الاجتماعية والأكاديمية لأن التعاضدَ والتعاون والخدمة لا تكون فقط بوهب الوقت والعمل والمال بل من الذات كما بوهبِ الأعضاء في الحياة والممات. فالمسيحيون مدعوون ليكونوا أسخياء ببذل النفس كلياً أو جزئياً بكل حرية بحسب ما قال البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته "إنجيل الحياة".