ومَنْ يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي
إنطلاقًا من هذا الكلام، لا بدّ لنا من العودة إلى ذاتنا وتقييم حياتنا متسائلين: هل نعرف وصايا الله؟ هل نحفظها ونلتزم بها؟ هل نحبّ المسيح فعلًا ونشعّ نور محبّته؟ هل نستحق أن نكون مسيحيّين؟
تساؤلات تضعنا أمام مسؤوليّة هذا الحبّ اللّامتناهي، فالرّبّ لا يطلب منّا سوى أن نحفظ كلامه ووصاياه ونحبّه، لنسير على الطّريق المؤدّي إلى خلاصنا فيسكن في قلوبنا ويملأنا من سلامه.
وقد أعطانا المسيح مثالًا حسّيًّا وجوهريًّا للحبّ، مثال عائلة الثّالوث الأقدس المتّحدة بالطّاعة والمحبّة. ولنكون مسيحيّين إذًا، علينا أن نرتبط بروحيّة كلمة الرّبّ ونترجمها عمليًّا مع كلّ من نلتقي به مرتكزين على رباط الحبّ الجامع.
من خلال إجابتنا إذًا على كلّ تلك التّساؤلات، نحدّد عمق علاقتنا بالرّبّ ومدى فهمنا لكلامه وإيماننا بقدرته، فنقدّم له قلوبنا لنحبّه كما أحبّنا، وأيدينا لتعمل مشيئته، وفكرنا لنبحث عنه دومًا، ولساننا ليشهد له، فنسير إلى العمق في معرفة سرّ محبّته اللّامتناهية وفهمها بفعل الإيمان به وبتعاليمه المقدّسة لنستحق أن نكون مسيحيّين حقيقيّين.