ثقافة ومجتمع
28 تشرين الأول 2016, 14:08

..ومشى الموسيقار في طريقه

ميريام الزيناتي
"الحمامة البيضاء" تتّشح اليوم بالسّواد، هي التي أعطته "العلامة" بضحكة، تبكي اليوم حزنًا على فراقه، لتصف لنا مدى الشّوق الذي سيعيشه الفن بعد رحيل موسيقاره.. موسيقار مشى "في طريقه" مودّعًا "أيّامه السّجينة"، متحرّرًا من قيود "العذاب"...

ملحم بركات عملاق من عمالقة لبنان، رحل اليوم عن عمر يناهز الـ 71 عامًا في مستشفى "أوتيل ديو" بعد صراع مع المرض، هو الذي أرقص قلوبنا على أروع الألحان وأكثرها إبداعًا، رحل ليلتقي بـ"كبيرة البيت" التي أشتاق قلبه إليها..  
الموسيقار ترك المدرسة في السّادسة عشر من عمره ليلتحق سرًا بمعهد الموسيقى، سكر بالألحان والطّرب فانضمّ إلى الأخوين الرّحباني ليشقّ بعدها مسيرته الفنيّة التي بدأها بأغنيّة "الله كريم" من توقيع كل من توفيق بركات وفيلمون وهبي، أمّا أول ألحانه فكان "بلغي كلّ مواعيدي" التي أسرت قلوب جمهور تعطّش إلى روعة الفن.  
عُرف بجنونه، هو الذي أعلن الثّورة على الفنّ الهابط، حمل في قلبه عتبًا لم يخفه عن كلّ مطرب تنعّم بالشّهرة على حساب وطنيّته، فالوطن لبركات كان الحلم الأكبر، قدّم له أروع الأغاني من بينها "موعدنا بأرضك يا بلدنا"، "بلادي مين بيعرفها"، و"رح تبقى الوطن" التي أدّاها مع شمس الغناء نجوى كرم. 
غنّى الطّرب الأصيل، وكان بطل مسرحيّات عدّة، كـ"الفنون جنون"، "حلوي كتير"، "فخر الدّين" "زمرّد" وغيرها من الأعمال التي لم تفارق بالنا.. وقف على خشبة أهمّ المسارح ليترك فيها بصمات إبداع مُزجت بجنون لا مثيل له... 
لم تأتِ بوقتك أيّها الموت، فغياب موسيقارنا أفقد عالمنا ما بقي من طرب أصيل وفنّ عريق، غيابه ترك "شبّاك الحبيب" وحيدًا ينتظر عودة غائب ترك كنوزًا تتغنّى بها الأجيال.. "كيف" ننساك موسيقارنا و"من بعدك لمين" ستنبض القلوب.. 
أبو مجد رحل اليوم فأيها "الهوى" لا تنسى أن تنقل إليه سلامًا نابعًا من قلوب ستشتاق إلى الإرتواء من سحر فنّه!