وفاة نيلسون ما نديلا مؤسس الدولة الديمقراطية الحالية
ينتمي نلسن مانديلا في الأصل إلى القبيلة تامبو التي هي فرعٌ من الكزوساس وهذا شعبٌ أصله من إقليم الكاب الشرقيّ الحاليّ وبالأخصّ من قرية مفيزو قبل أن تنقل والدته العائلة إلى قونو وفي قونو تمنّى مانديلا أن يوارى الثرى عند وفاته. انضمّ في العشرينيّات من عمره إلى الحركة المناوئة للفصل العنصريّ وإلى المؤتمر الوطني الإفريقيّ سنة 1942. أدار على مدى عقدين حملةً سلميّةً وغير عنيفة لتحدّي حكومة جنوب إفريقيا وسياساتها العنصريّة. إلاّ أنّه أسّس في العام 1961، ذراعًا مسلّحًا للمؤتمر الوطني عرف بـ mk مكرَّسة لتكتيكات التخريب وحرب العصابات. نظّم في السنة عينها إضرابًا وطنيًّا للعمّال دام ثلاثة أيّام ولمّا قاد الإضراب في السنة التالية حُكم عليه بالسجن خمسة أعوام قبل أن يصدر في حقّه سنة 1963 ومع عشرة من زعماء المؤتمر، حكمٌ بالسجن مدى الحياة لجرائم سياسيّة من ضمنها التخريب. قضى نيلسون مانديلا ثمانية عشر عامًا وراء القضبان في جزيرة روبن آيلاند نقل بعدها إلى سجنٍ آخر لتكرّ سنون تسعة إضافيّة في الحبس. أعتق سنة 1990 وسنة 1993 حاز على جائزة نوبل للسلام لإدارته الحسنة للمفاوضات الآيلة إلى ديمقراطيّةٍ متعدّدة الأعراق في جنوب إفريقيا مشتركةً مع فريدريك دو كلارك. قام البلد الإفريقيّ الجنوبيّ بانتخاباته الديمقراطيّة الأولى سنة 1994 واختار مانديلا، في السابعة والسبعين من العمر رئيسًا له، و دي كلارك نائبًا أوّلاً له. عمل مانديلا إبّان فترته الرئاسيّة الكثير لوطنه وأقام حكومة مركزيّةً قويّة تقوم على حكم الأكثريّة مع ضمانها حقوق الأقليّات وحرية التعبير، قبل أن يستقيل من العمل السيياسيّ سنة 1999، من دون ان يستقيل من العمل للإنسان وبالأخصّ الإنسان الإفريقيّ ليتوارى عن الأنظار تمامًا في قريته قونو أيضًا قبل ان يضطرّه الالتهالب الرئوي المزمن إلى الخروج غلى دائرة الاضواء من جديد. نشير إلى أنّ الثامن عشر من تمّوز أعلن منذ العام 2009، يوم مانديلا العالميّ لتعزيز السلام الشامل. أمّا على الصعيد الشخصي فإنّ نيلسون مانديلا تزوّج ثلاث مرّات بدءًا من العام 1944 ولغاية العام 1998 حينما اقترن بزوجته الخيرة غارسا ماشيل وله ستّة أولاد وإنّه علاوةً على الدعوة إلى السلام والمساواة على المستويين الوطنيّ والعالميّ، ظلّ مانديلا ملتزمًا بمكافحة الإيدز الذي قتل ابنه ماكغاتو سنة 2005.انطفىء مشوار دربه بعد معاناة طويلة مع مرض في الرئة عن عمر يناهز ال95 عاماً , مكرساً قيم ومبادىء الحرية والتسامح وتاركاً الملايين من الشباب يسيرون على دربه درب النضال والصمود.