وسط كلّ الأزمات، ما هي قيمة المسنّ في هذا البلد؟
مخاوف ومعاناة يعجز اللّسان عن وصفها يعانيها كبار السّنّ في كلّ أنحاء العالم، لاسيّما في لبنان. فجائحة كورونا تركتهم رهينة المرض وفريسة الموت، هذا بشكل عامّ، أمّا في لبنان فالإساءة تلو الإساءة يتعرّض لها كبار السّنّ، بدءًا من الواقع الصّحّيّ وصولًا إلى الواقع الاقتصاديّ، فالواقع الاستشفائيّ.
في لبنان، لا دواء يُسكت وجع المسنّ، لا قدرة على دخوله المستشفى في حال سوء حالته، لا مستلزمات طبّيّة لمداواته من أيّ عارض صحّيّ، لا بنزين لنقله من المنزل إلى المستشفى أو ليتنقّل صاحب التّاكسي بهدف تأمين قوت يومه، لا ضمان شيخوخة، لا قيمة لتعويض نهاية خدمته، لا قدرة على سحب جنى عمره من البنوك... في المحصّلة، لا سلام داخليًّا ولا أمان اجتماعيًّا ولا حياة كريمة، فما هي قيمة المسنّ في هذا البلد؟
في اليوم العالميّ للتّوعية بشأن إساءة معاملة المسنّين، نرفع الصّلوات على نيّة مسنّي لبنان والعالم، لكي يمدّهم الله بصحّة جيّدة وطول العمر ودوام الرّاحة، ليكون ختام حياتهم مفعمة بالفرح والطّمأنينة...