وتعمّدت في الـ25 من عمرها!
ولدت كليمانتين في عائلة علمانيّة لم تنقل إلى أبنائها التّعاليم المسيحيّة بل أبعدتهم عن الدّين ليصبح المسيح شخصًا مرهبًا. دروسها في العلوم ثبّتت تناقضاتها مع الدّين، غير أنّ علاقتها بحبيبها إيان دفعت بها إلى استكشاف إيمانها.
كان إيان يخبر كليمانتين عن جمال إيمانه، فباتت الأخيرة تهتمّ تدريجيًّا باهتمامات حبيبها المسيحيّة وتفرح لمشاركتها وإيّاه قيمًا مشتركة وإيمانًا خافتًا بات ينبت في قلبها وينمو على غرار الإيمان المُزهر في قلبه.
وفي صباح يوم أحد، رافقت كليمانتين إيان للمشاركة في القدّاس الإلهيّ من باب الفضول، لكنّها أُعجبت بالمحبّة العظيمة التي بادلها فيها المشاركون في الذّبيحة الإلهيّة رغم عدم معرفتهم بها. بالدّموع إذًا خرجت كليمانتين من الكنيسة لتؤكّد أنّ ما اختبرته شكّل محطّة بارزة طبعت حياتها الرّوحيّة.
مرّت الأيّام ونقر الزّواج حياة الثّنائيّ، زواج بالنّسبة إلى إيان لا بدّ من أن يكلّله الكاهن تحت جناحي الرّبّ. هذا الزّواج الكنسيّ لم يقف عائقًا أمام كليمانتين، بل على العكس، قبلت بفرح خصوصًا بعد أن لمست انفتاح الكاهن وتقبّله عدم معموديّتها.
الزّواج هذا كان فرصة بالنّسبة إليها لتختبر تطوّرها الإيمانيّ، فبالنّدم بادلت غيابها عن سرّ المعموديّة وبقناعة قصوى صلّت خلال الإكليل ليبارك الرّبّ زواجهما.
تدريجيًّا باتت كليمانتين تصرّ على التّعمّق بالإيمان المسيحيّ بقناعة ذاتيّة وليس لإرضاء زوجها، فها هي ذروة الإيمان تُترجم بعمادها في الـ25 من عمرها. معموديّة أتت فرصة لتجاهر كليمانتين بإيمانها أمام الجميع، خصوصًا أنّها تأثّرت بفرح الآخرين خلال رتبة المعموديّة.
كليمانتين باتت أخيرًا فردًا من الكنيسة الكاثوليكيّة، تختبر الشّراكة المسيحيّة بإيمان يكبر يومًا بعد يوم، وتصرّ على أن تعيش وفق تعاليم الكنيسة ملتزمة بأسرارها المقدّسة وبمنح طفلها سرّ المعموديّة، فتكون بذلك أمثولة لنا لنقدّر هذا السّرّ الذي منحنا إياه الرّبّ منذ الصّغر.