دينيّة
03 نيسان 2021, 09:00

وتزعزع الحجر في سبت النّور، فمتى قيامة لبنان؟

ريتا كرم
اليوم وقبل أن تقرع أجراس الكنائس ظهرًا معلنة أنّ القبر فارغ، ها هي أبواب السّماء مشرّعة أمام كلّ تائق إلى التّوبة في رتبة الغفران. وها هو العالم يرجو أن يزول الوباء مع قيامة الفادي، وها هو الشّرق ولبنان بالأخصّ يضرع لكي يتزعزع حجر الأزمات فتذهب إلى ما دون عودة.

اليوم، ها هم المسيحيّون يجثون على ركبهم طالبين الغفران، مفرغين ما اختمرته قلوبهم وأفكارهم ونفوسهم من آثام أهلكتهم في نار محرقة؛ وها هي التّوبة تعبّد طريقهم لملاقاة العريس السّماويّ القائم من الموت!

اليوم، ها هو نور القيامة يسطع مبشّرًا بقيامة ملك الملوك الّذي غلب الموت وقام في اليوم الثّالث.

اليوم، يعيدنا نصّ الإنجيل إلى هذا الحدث الّذي توّج مشوار يسوع الخلاصيّ، والّذي فيه أبصر الشّعب الجالس في الظّلمة نورًا عظيمًا.

اليوم، نحتفل بهذا الفرح الّذي قلب كلّ المقاييس والموازين، وعدّل المفاهيم البشريّة إلى مفاهيم أهل السّماء... هو فرح القيامة المجيدة.

اليوم، دعوة لنزيح الحجر عن قلوبنا وننهض من الموت الّذي أسكتنا عن الحقّ وصمّ آذاننا عن الإنسانيّة وكفّ أيدينا عن الخير.

اليوم يضحي القبر فارغًا... فلنصلّ ليفرغ عالمنا بدوره من كلّ الشّرور الّتي تغذّيه وليخلُ وطننا من الأطماع والمصالح فينهض من دياميس الفساد. ولتكن قيامة المسيح قيامة للإنسان الضّائع على دروب الحياة وعتمتها، فينهض من الدّياميس الغارق فيها ويعاين النّور الإلهيّ.

اليوم لندع قلوبنا تتراقص ابتهاجًا على أنغام أجراس الكنائس لأنّ ملكنا حيّ! فهو قام حقًّا قام!

ليكن سبت النّور هذا جسر عبور لنا من الهلاك إلى الخلاص؛ لنكن شهودًا حقيقيّين على قيامة الرّبّ بالفعل والقول، لنسمح لشعلة النّور أن تبارك دربنا ومسيرتنا نحو الملكوت الآن وإلى الأبد، آمين!