دينيّة
20 حزيران 2017, 13:00

وأنت.. كيف تُحبّ؟

ميريام الزيناتي
"يطلب منا الحبُّ جوابًا ملموسًا. لا تكفي النّوايا الحسنة لأنّ الآخرين ليسوا مجرّد أرقام بل إخوة علينا أن نعتني بهم"، يقول البابا فرنسيس مؤكّدًا أنّ الحبّ لا يكتمل من دون أفعال تُعبّر عنه.

أحبّ يسوع شعبه حتّى الموت، صُلب ليخلّصه من خطاياه، مات وقام ليرفعه بقيامته إلى الحياة الجديدة. ونحن مدعوّون اليوم لنكون صورة تعكس هذه المحبّة عبر الالتفاتة إلى القريب والاهتمام به من دون قيود أو شروط.

عند ذكر الحبّ، لا بدّ من التّوقّف عند محبّة الزّوجين لبعضهما البعض، فلولا هذه المحبّة لتفكّكت العائلة وباتت الحياة في كنفها بلا معنى ولا مشاعر. وتتجسّد هذه المحبّة بالتزام الشّريك بشريكه وعدم البحث عن السّعادة خارج علاقتهما، فعندما اختار الزّوجان أحدهما الآخر، وعدا الله بالاهتمام بالشّريك إلى الأبد، بالسّهر على حاجاته، باحتضانه مهما قست الحياة. أمّا الغريب في عصرنا هذا أنّ البعض بدأ بتشريع الخيانة وكأنّ الخطيئة تُمّحى أمام المحبّة الزّائفة.

ومن أوجه الحبّ، محبّة الأولاد لأهلهم، محبّة من شأنها الإرتقاء بالعائلة إلى القداسة، فبتكريم أبيه وأمّه يُحقّق الولد وصيّة الله مستحقًّا ملكوته.

المحبّة تتجسّد أيضًا في مكان العمل، فعندما يتكاتف الزّملاء يحقّقون جوًّا سليمًا مليئًا بالفرح، يتساعدون في ما بينهم ليصبحوا عائلة من الصّعب شرذمتها.

ولا تكتمل المحبّة إلّا بلفتة نحو محتاج تنسيه ألمه، لفتة تمسح دموعه وتجمّل عالمه؛ فاعطنا يا ربّ أن نكون مرآة تعكس محبّتك اللّامتناهيّة علّنا نستحق حبّك لنا...