ثقافة ومجتمع
16 أيلول 2018, 13:00

هل من آذان تسمع وألسنة تلتزم؟

ماريلين صليبي
أتى القلم اليوم راغبًا رسم معالم واقع مرّ يعيشه البعض من خلال قصّة يأمل من خلالها تزويد المؤمنين بأمثولة حياة؛ هي قصّة ضيعة أبناؤها أقارب وأحباب يتقاسمون اللّقمة والأفراح والأحزان. وفي يوم، ارتكب أحد أبنائها خطأً فاضحًا انكشف إلى العلن فعلم به الجميع.

 

قد تكون القصّة أجمل، لو أنّ أبناء الضّيعة تفهّموا أخاهم في الإنسانيّة، ركضوا لنجدته ومساندته في محنته وفضيحته؛ ولكنّ أبناء هذه الضّيعة، الذين لطالما ادّعوا المحبّة والعون، سارعوا إلى ابتكار الجلسات الصّباحيّة واللّيليّة من أجل التّكلّم بالسّوء عمّن أخطأ.

منذ وقوع الحادثة وألسنتهم ما انفكّت تحكم على الخاطئ، تشتم أفعاله، تهين شخصيّته، تدين تصرّفاته، تهزأ بحاله، تستهتر بمشاعره.

منذ ذلك الحين وأفكارهم شاخصة نحو المشكلة التي حلّت بالخاطئ، أفكار تعلوها السّوء والشّرّ والنّميمة والبغض والكلام الفارغ.

الإثم الذي انكشف إلى العلن كان لقمة طيّبة يتناولها أصحاب النّميمة في كلّ مناسبة، في كلّ ظرف، في كلّ مكان.

بالأسف تُروى هذه القصّة، قصّة ضيعة نسجها خيال القلم، ولكنّها بالطّبع تناسب قوالب ضيعنا وبيوتنا جميعًا.

في هذا الأحد المبارك، نطلب منك يا ربّ، أن تحمي ألسنتنا من التّحدّث بالسّوء عن بعضنا البعض. فجميعنا معرّض لارتكاب أفظع الخطايا، وما من أحد منّا معصوم عن الإثم، لذا زدنا يا ربّ اتّحادًا بك، لكي نحترم مصيبة الآخر، نسانده فيها من دون شماتة، نتفهّم وضعه ونقف إلى جانبه، لكي يرتفع بالحنان والمحبّة إلى حيث التّوبة والخلاص.

يقول مز (33: 14) "من الشّر صُن لسانك، ومن كلام الغشّ شفتيك"، والأمثال(20: 19) "اَلسَّاعِي بِالنّميمة يُفْشِي الأسرار، فَلاَ تُخَالِطِ فاغر الشّفتين".. آيات مقدّسة تحدّث من خلالها الرّبّ إلى شعبه موصيًا في الكتاب المقدّس بضرورة إبعاد اللّسان والفكر عن النّميمة والكلام المسيء، فهل من آذان تسمع وألسنة تلتزم؟