ثقافة ومجتمع
04 تموز 2016, 17:06

هكذا يُعرَف اللّبنانيّ..

ماريلين صليبي
معروفٌ هو اللّبنانيّ بكرمه وحسن ضيافته، معروفٌ باستقباله زوّار داره بحفاوة ومحبّة، حفاوةٌ تدفعه إلى تكريم الضّيف بطريقة استثنائيّة، محبّةٌ ترفع الضّيف إلى مكانة سامية ليكون ملك البيت وسيّده.

 

معروفٌ هو اللّبنانيّ بجلساته الطّويلة على الغداء أو العشاء، جلسات مع العائلة أو الأصدقاء أو الجيران أو الأحبّاء، تغمرها الضّحكة والمودّة، جلسات تكون فيها المائدة الطّويلة السّيّدة الأولى، ترافقها أحاديث كثيرة تتناول مواضيع عديدة.

معروفٌ هو اللّبنانيّ بانفتاحه على النّاس وحبّه لبناء الصّداقات، فمفتاح قلبه بمتناول الجميع، جاهز لاستقبال كلّ محتاج أو فقير أو غريب، لأنّ المحبّة والعطاء والسّخاء والألفة عناوينه العريضة.

معروفٌ هو اللّبنانيّ بحبّه للحياة وقدرته على تحدّي الصّعوبات، فهو يرفع سريعًا نقاب اليأس والحزن والغضب عنه ليكتسي رداء الأمل والرّجاء، رداء الحرّيّة والصّمود، صمود في وجه الظّلم والغدر، صمود جازم وواثق إيمانًا منه أنّ خلف كلّ عاصفة شمس شارقة، شمس تبعث الدّفء والحرارة والنّور.

معروفٌ هو اللّبنانيّ بانتماءاته القويّة والحازمة، انتماءات نابعة من تعلّق متين وتمسّك وثيق بالقضايا العائليّة، الدّينيّة، الوطنيّة، الحزبيّة، العمليّة وغيرها. العائلة اللّبنانيّة أوّلًا قد تكون الأكثر تماسكًا وانفتاحًا ورقيًّا، الأحزاب اللّبنانيّة ثانيًا ناشطة بأعداد شبابيّة تدافع عن الحقّ ليبيت الوطن الأمّ مستقبل كلّ الشّباب، شباب يتجنّبون الهجرة رغم الأحوال الإقتصاديّة غير المشجّعة في لبنان.

هكذا هو اللّبنانيّ إذًا، كائن مميّز مجبول بالطّيبة والعنفوان في آن، كيف لا، ويعيش في أرض وطأها المسيح وتمّم فيها أولى آياته؟