هكذا نكون "راسخين في عمل الرّبّ" والخدمة..
فالخدمة التي يلجأ المرء إلى تأديتها بالقوّة والإجبار كثيرًا ما تكون غير مجدية، لا بدّ من تصحيحها بأمور أربعة أساسيّة على المرء اتّباعها لكي يتسلّح بالحماسة والشّغف في خدمته الله والأقرباء.
أوّلًا، ينبغي عدم السّير دائمًا خلف المشاعر، فهذه متقلّبة في كثير من الأحيان، مصحوبة بمشاعر الحزن واليأس والتّعب التي تهبط الجهود وتحبط الإرادة. لذا لنتحلَّ دائمًا بالصّبر والأمل ولنجعل الشّغف يشتعل دائمًا في قلوبنا مهما عصف الألم المرير.
ثانيًا، يجب أن نعطي أنفسنا وقتًا، فليست كلّ المواسم معطاءة وخيّرة. إنّما ينبغي في أوقات الجفاف القاحل أن ننتظر بصمت أمطار الخالق المحيية، ونتأمّل برجاء الفرص المناسبة التي يمكن أن نفجّر فيها طاقاتنا الخدماتيّة.
ثالثًا، التّفكير دائمًا أنّ فترات الجفاف هذه عبور للأفضل، ففي مواسم الرّكود علينا أن نسعى لنطوّر أنفسنا ونكتشف التّغيّرات الإيجابيّة التي بها نساهم في خدمة الله والنّاس.
رابعًا، ينبغي أن نقضي وقتًا مع الله ليغمرنا بحبّه وفرح، فنقوم بأعمال خدمة صالحة ونطّبق الكلام المذكور في رسالة بولس الأولى إلى أهل قورنتس 15/58: "فكونوا إذًا ثابتين راسخين متقدّمين في عمل الرّبّ دائمًا عالمين أنّ جهدكم لا يذهب سدًى عند الرّبّ."