ثقافة ومجتمع
29 أيلول 2016, 07:52

هذه حال الدنيا...

ميريام الزيناتي
نستقبل يومًا ونودّع آخر، فبعد كلّ شروق شمس غياب، هذه حال الدّنيا التي تفرض علينا فراقًا بعد كل لقاء...

كثيرة هي اللّحظات التي تفرض علينا الوداع، لحظات تسرق منّا من نحب لتترك في قلوبنا فراغًا لا يمكن ملؤه. وجوه كثيرة تمرّ في حياتنا لتغيب بعدها تاركة بعضًا من ملامحها ذكرى نعود إليها في لحظات الحنين.

كلنا جلسنا على شواطئ الفراق، شواطئ أمواجها لا تهدأ، فكثيرًا ما تنادي أمواج الغربة زوجًا يبحر بعيدًا ليؤمّن احتياجات عائلة يشتاق لدفئها، وفي كل عام يودّع صديق رفاق مقعد الدّراسة ليبدأ رحلة دراسيّة جديدة... يلوّح الزّميل بالوداع لينطلق نحو أُفق مهنيّة واعدة... ويذرف الآباء الدّموع لحظة وداع أولادهم المبحرين في عالم الهجرة...

لحظات الوداع هذه لا بدّ منها في رحلة الحياة، تُبكيك شوقًا لا تتحمّله القلوب، لكنّ الأمل يبقى باللّقاء من جديد؛ فبعد كل مغيب شروق، ومثلما يودّع النهار شمسه كذلك الليل يودّع القمر ليستقبل الشّمس من جديد، فعسى أن يكون الغياب فرصة للقاء ثانٍ يمحو ما تحمله القلوب من حزن بعد كلّ فراق...