ناسك حوّل جبلًا إلى ملجأ شفاء... من هو؟
في تفاصيل سيرته المباركة، غادر متّى النّاسك ورهبان آخرين منطقتهم أبجرشاط حين لاقى الاضطهاد المسيحيّين، وإلى منطقة الشرق فيها جبل كبير، جبل الألفاف في العراق، لا تسكنه سوى البهائم والوحوش توجّهوا. هو جبل لا يشبه الجبال العاديّة، جبل يشكّل جوهر حياة متّى النّاسك المقدّسة...
إلى ذاك الجبل، صعد متّى النّاسك ورفاقه. في أعاليه، شيّد ديرًا لا يزال موجودًا حتّى يومنا هذا. وهناك، استقرّ بإيمان، حتّى ذاع خبر صنعه الأعاجيب، فسارع المصابون بالأمراض إلى قصد مواهبه ليلتمسوا الشّفاء منه.
متّى النّاسك لم يكتفِ بتلك الآيات بل هما يداه المباركتين اللّتين عمّدتا بهنام وأخته سارة ورفاقهما الأربعين، وهو أيضًا من شفى الملك سنحاريب وعمّده.
إذًا تذكار متّى النّاسك اليوم مناسبة لنتأمّل بإيماننا بالمسيح، هو الذي توحّد في أعالي جبل من أجل الاتّحاد بالرّبّ، وهو الذي جعل من جبل فارغ مخيف مظلم ملجأ المرضى والمتضايقين، يعلّمنا أنّ مع الرّبّ تتألّق الألوان وسط الظّلام، وبالإيمان نصنع من العود القاحل بستان ورود.